} تباينت النتائج التي أعلنها الطرفان، الحكومة والمعارضة للانتخابات الرئاسية اليوغوسلافية. وأعطى كل منهما أرقاماً تشير الى فوزه، فيما تزايدت الضغوط الخارجية لارغام الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش للاعتراف بهزيمته. ورجح مراقبون ان تعمد بلغراد الى الدعوة الى دورة انتخابية ثانية حاسمة في الثامن من الشهر المقبل. أعلن نائب رئيس الحكومة اليوغوسلافية القيادي في الحزب الاشتراكي الحاكم نيكولا شائينوفيتش أمس، ان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش يتقدم على منافسه مرشح المعارضة فويسلاف كوشتونيتسا، بعد فرز غالبية الأصوات. وأشارت الأرقام التي اعطاها شائينوفيتش الى ان ميلوشيفيتش حصل على 44 في المئة من الأصوات في مقابل 41 في المئة لكوشتونيتسا، ما يعني ان ميلوشيفيتش لم يحصل على أكثر من نصف الأصوات، وأن الأمر يتطلب جولة ثانية حاسمة. وفي المقابل، أكدت المعارضة الديموقراطية أن مرشحها كوشتونيتسا انتصر. وأوضح القيادي المعارض سيدومير يوانوفيتش في مؤتمر صحافي في بلغراد ان كوشتونيتسا حصل على 57 في المئة من الأصوات وميلوشيفيتش على 33 في المئة "بحسب نتائج جزئية". ومن جانبه صرح كوشتونيتسا ان اجراء "دورة ثانية للانتخابات، ستكون بمثابة انتصار" في مواجهة ميلوشيفيتش. وقال: "استناداً الى معطيات هيئة اركان ميلوشيفيتش، فلا بد من اجراء دورة ثانية، وهذا بحد ذاته انتصار لنا". وأضاف: "لم يعد ميلوشيفيتش الزعيم المتسلط الذي لا ينافس، وهذا هو الأهم بحسب اعتقادي". وتابع ان "اجراء دورة ثانية مع ميلوشيفيتش هو انتصار، اذا اخذنا في الحسبان حجم التلاعبات والترهيب والتهديد". واثر تصاعد الضغوط الدولية على ميلوشيفيتش، افاد مسؤولون حكوميون بينهم رئيس الوزراء الاتحادي مومير بولاتوفيتش، ان الانتخابات "لم تكن مزورة، وان ما يروج في الخارج هو دعاية غربية". ونفى بولاتوفيتش ما نقلته وكالة أنباء الجبل الأسود عن انه قدم استقالته بسبب خسارة الحكومة في الانتخابات". وازاء هذا الوضع غير العادي، تصاعد التوتر بين انصار ميلوشيفيتش وكوشتونيتسا، الى حد التهيؤ للمواجهة المتوقعة، ودعت المعارضة انصارها الى عقد التجمعات للتعبير عن تفوق مرشحها في الانتخابات. ولم يعترف الحزب الحاكم في بلغراد حتى ساعة متقدمة من مساء أمس سوى بخسارة بعض المقاعد في البلديات نتيجة الاقتراع الذي حصل أول من أمس. وساد الاعتقاد في بلغراد ان الانتخابات لن تحسم في هذه الجولة، لأن أياً من المرشحين الخمسة للرئاسة لن يحصل على أكثر من نصف اصوات الناخبين، كما يشترط قانون الانتخابات في الفوز. ويرجح ان تكون الجولة الثانية في الثامن من الشهر المقبل بين كوشتونيتسا وميلوشيفيتش. وأعلنت الحكومات الغربية امس، ان الرئيس ميلوشيفيتش على وشك الهزيمة في انتخابات الرئاسة اليوغوسلافية، في حملة منسقة، على ما يبدو، لتقويض شرعية حكمه قبل ان تعلن النتائج الرسمية للانتخابات. وقال الاتحاد الأوروبي، ان اي زعم من جانب ميلوشيفيتش بأنه فاز في الانتخابات سيكون احتيالاً. وأفاد وزير الخارجية البريطاني روبن كوك أن "لديه أدلة يعتد بها تشير الى تقدم كبير لمرشح المعارضة كوشتونيتسا". وذكر بيان مشترك لدول الاتحاد الأوروبي الخمسة عشر صدر في فرنسا التي تتولى رئاسة الاتحاد حالياً انه "وفقاً لكافة المعلومات المتاحة، من الواضح ان اي محاولة من جانب ميلوشيفيتش لاعلان انتصاره في الانتخابات ستكون بمثابة احتيال". وكان الاتحاد أعلن في اجتماع لوزراء خارجية دوله أنه سيرفع العقوبات التي فرضها على صربيا في حال حصول تغيير ديموقراطي في بلغراد. وجرت اتصالات هاتفية بين الولاياتالمتحدةوروسيا، مع ادعاء كل من مؤيدي ميلوشيفيتش ومعارضيه تحقيق فوز في الانتخابات. وكان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر أعلن ان الرابح في انتخابات الرئاسة اليوغوسلافية هو كوشتونيتسا. ويذكر ان روسيا كانت انضمت الى الغرب في الدعوة الى اقرار الديموقراطية في يوغوسلافيا خلال اجتماع عقدته مجموعة الاتصال الدولية في شأن البلقان التي تضم اضافة اليها، كلاً من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا. وحذرت موسكو بلغراد من اعمال عنف داخلية في الأراضي العربية أو في الجبل الأسود الشريك الموالي للغرب في الاتحاد اليوغوسلافي. وأعرب الغرب عن مخاوفه من ان يزور ميلوشيفيتش نتائج الانتخابات لمصلحته أو يتحدى حكومة الجبل الأسود أو القوة الدولية العاملة في اقليم كوسوفو. وساد اعتقاد بأن بقاء ميلوشيفيتش في السلطة، يعني استمرار المشكلات القائمة مع الدول الغربية، اضافة الى احتمال الانفصال النهائي لكل من الجبل الأسود وكوسوفو عن الاتحاد اليوغوسلافي، فيما يصبح حدوث حرب أهلية أمراً وارداً، في حال بقائه. وأفادت معلومات ان بوارج حربية لحلف شمال الأطلسي توجهت الى مياه البحر الادرياتيكي القريبة من شواطئ جمهورية الجبل الأسود، وان مناورات بحرية للحلف مع قوات كرواتية بدأت في الأدرياتيكي.