اشتد الصراع في حملة الانتخابات التي ستجرى في يوغوسلافيا الأحد المقبل، وأعلن الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش أنه سيحضراليوم الأربعاء تجمعات مؤيدة له في مدن الجبل الأسود، على رغم قرار حكومة الجمهورية مقاطعة التصويت. وفي غضون ذلك، اعلن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ال15 خلال اجتماعهم في بروكسيل انهم سيرفعون العقوبات التي فرضها الاتحاد على يوغوسلافيا في حال فوز المعارضة في الانتخابات، وحضوا الناخبين اليوغوسلاف على التصويت ضد ميلوشيفيتش "تعبيراً عن رفضهم لسياساته". وقال وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين في تصريح للصحافيين: "إن الهدف من هذا القرار هو منح الشعب اليوغوسلافي فرصة لإجراء تغيير ديموقراطي في بلاده". وأضاف أن الاتحاد "سيجري تعديلات أساسية في موقفه تجاه صربيا، إذا حصل التغيير المطلوب، ما سيؤدي الى إنهاء عزلة يوغوسلافيا الدولية". وكان الاتحاد الأوروبي أوفد، قبل حوالى اسبوعين، وزير خارجية اليونان جورج باباندريو الى بلغراد حيث اجتمع مع كل من الرئيس ميلوشيفيتش وزعماء المعارضة الصربية، كما توجه الى كوسوفو والتقى قادة صرب الإقليم، ونقل موقف الاتحاد الأوروبي في حال فوز المعارضة في الانتخابات. ولم يخف باباندريو، الذي ترتبط بلاده بعلاقات تقليدية وثيقة بالصرب في تصريحاته، رغبته بحصول تغيير في الاتجاه الديموقراطي في صربيا ويوغوسلافيا كي يكون بالإمكان عودة بلغراد الى أوروبا. ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة امس في بلغراد عن مصادر قريبة من ميلوشيفيتش، أنه سيزور اليوم جمهورية الجبل الأسود، لحضور تجمعات جماهيرية في بيراني مدينة في شمال شرقي الجبل الأسود تعتبر معقلاً لمؤيدي ميلوشيفيتش ومدن أخرى. وسيكون برفقته رئيس الوزراء الاتحادي مومير بولاتوفيتش رئيس الجبل الأسود السابق، رئيس الحزب الاشتراكي الشعبي في الجمهورية، وهو مؤيد قوي لميلوشيفيتش. وأعلن الجيش اليوغوسلافي أنه اتخذ إجراءات شديدة في المناطق التي سيزورها ميلوشيفيتش لحمايته. واللافت ان رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش المعارض لسياسات بلغراد، أعلن انه مستعد للقاء ميلوشيفيتش خلال الزيارة باعتباره رئيساً للاتحاد اليوغوسلافي "إذا رغب في ذلك". ومعلوم أن مواطني الجبل الأسود منقسمون في تأييد ميلوشيفيتش ومعارضته، وأن غالبية مؤيديه هم من عرق الجبل الأسود الذين يعتبرون انفسهم قبيلة صربية.