واجه الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش نكسة جديدة عندما حقق معارضوه "الاصلاحيون" في جمهورية الجبل الأسود فوزاً ساحقاً على مؤيديه. ورسم ذلك علامات استفهام حول هيمنة ميلوشيفيتش على الأمور داخل الاتحاد اليوغوسلافي ومستقبل هذا الاتحاد المؤلف من صربيا والجبل الأسود. وجاءت هذه التطورات في وقت يتعرض ميلوشيفيتش إلى صعوبات شديدة محلياً ودولياً بسبب الأزمة المتفاقمة في اقليم كوسوفو. وأوضحت النتائج الأولية للانتخابات الاشتراعية المبكرة في الجبل الأسود التي أجريت أول من أمس الأحد، ان الائتلاف الاصلاحي المسمى "من أجل حياة أفضل" بقيادة رئيس الجمهورية الحالي ميلو جوكانوفيتش، حصل على خمسين في المئة من أصوات الناخبين. وفي المقابل، اقتصر التأييد للفريق المنافس بزعامة رئيس الجمهورية السابق مومير بولاتوفيتش والمدعوم من الرئيس ميلوشيفيتش على 34 في المئة من الأصوات، وتوزعت النسب الباقية على أحزاب صغيرة. وأشادت الناطقة باسم مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا كيندال دفير بالأجواء التي رافقت الانتخابات لجهة "النزاهة والديموقراطية". ووصف مبعوث المجلس الأوروبي خافيير روبيريز الانتخابات بأنها "ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى الأصوات المطالبة بالاصلاح في الاتحاد اليوغوسلافي". واعتبر ميلو جوكانوفيتش ان فوز أنصاره في الانتخابات "مؤشر على امكان ترسيخ قواعد الديموقراطية في أرجاء الاتحاد اليوغوسلافي". وقال إن جمهورية الجبل الأسود "أثبتت مرة أخرى جرأتها في مقاومة من يريدون استعبادها"، في رسالة واضحة إلى ميلوشيفيتش. أما ردود الفعل من جانب أنصار ميلوشيفيتش فجاءت في تصريح أدلى به بولاتوفيتش أمس أعلن فيه رفضه نتيجة الانتخابات "بسبب ما تخللها من تلاعب وتزوير في مراكز انتخابية عدة" . وأضاف المرشح الخاسر انه "سيقدم اثباتات دامغة على الانتهاكات التي حصلت عندما تعلن اللجنة المشرفة على الانتخابات النتائج بصورة رسمية". واتخذت قوات الشرطة والأمن في جمهورية الجبل الأسود احتياطات مشددة وانتشر أفرادها في الأماكن الحساسة وحول المباني الحكومية في مدينة بودغوريتسا عاصمة الجمهورية، استعداداً لأي اضطرابات قد يلجأ إليها فريق بولاتوفيتش. وسيؤدي فوز الفريق الاصلاحي في الجبل الأسود إلى تغيير في ميزان القوى في "مجلس الجمهوريتين" الذي يتحكم في أمور يوغوسلافيا الاتحادية، إلى جانب البرلمان الاتحادي بما في ذلك تعيين وعزل رئيس الاتحاد الرئيس ميلوشيفيتش، لأن لكل من صربيا والجبل الأسود عدداً متساوياً من المقاعد في هذا المجلس المؤلف من أربعين نائباً. وأشار مراقبون في بلغراد إلى أن ميلوشيفيتش ربما يلجأ إلى فرض حال طوارئ في الجبل الأسود، ما يعني تجميد عمل السلطات المحلية هناك وفرض قوة الجيش إذا شعر بأن خطراً جدياً يهدد موقعه، خصوصاً أن رئيس الحكومة الاتحادية هو مومير بولاتوفيتش الذي يملك حق إصدار أوامر فرض الطوارئ في سائر أنحاء الاتحاد اليوغوسلافي. ويتوقع أن يواجه هذا الاجراء بمعارضة قوية من الدول الغربية ما يزيد من عزلة ميلوشيفيتش دولياً.