تصاعد التوتر في جمهورية الجبل الأسود التي تشكل مع صربيا الاتحاد اليوغوسلافي، أثر تجمع جماهيري انتخابي نظمه "الحزب الاشتراكي الشعبي" في الجمهورية المتحالف مع الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش. ووقعت المواجهات في العاصمة بودغوريتا بين المشاركين في التجمع ومعارضيه من أنصار حكومة الجمهورية الذين هتفوا ضد ميلوشيفيتش وطالبوا بمقاطعة الانتخابات. وتدخل جنود الجيش اليوغوسلافي الذين كانوا يحرسون التجمع، ما دفع بشرطة الجبل الأسود الموجودة في المنطقة الى حماية المعارضين له. وأفاد تلفزيون بودغوريتا ان اصابات وقعت بين الطرفين. وحمّل أنصار ميلوشيفيتش مسؤولية استفزاز سكان الجبل الأسود بشعارات معادية "لتطلعاتهم بالحرية وتقرير المصير". وقاد التجمع زعيم "الحزب الاشتراكي الشعبي" للجبل الأسود ورئيس الحكومة الاتحادية اليوغوسلافية مومير بولاتوفيتش الذي أكد على أن شعب الجمهورية "يصر على استمرار ارتباطاته الكاملة مع صربيا، وسيقاوم عملاء الأجانب الذين يحاولون تحطيم الاتحاد اليوغوسلافي". وأعرب عن قناعته بأن غالبية مواطني الجبل الأسود "سيدعمون الرئيس ميلوشيفيتش في الانتخابات" التي ستجرى في الرابع والعشرين من الشهر الجاري. وقال بولاتوفيتش، وهو الرئيس السابق لجمهورية الجبل الأسود "إن الولاياتالمتحدة تحاول الضغط على حكومة الجبل الأسود لتقاطع الانتخابات، في مقابل مساعدات مالية". ومعلوم انه جمهورية الجبل الأسود تشهد انقساماً شديداً بين سكانها من مؤيدي الاتحاد اليوغوسلافي الذين ينتمي غالبيتهم الى عرق أهل الجبل الأسود والصرب، وبين المطالبين بالانفصال من أنصار حكومة الجمهورية المدعومين من الأقليات البوشناقية المسلحة والالبانية والكرواتية والذين يشكلون حوالى 30 في المئة من مجموع السكان البالغ عددهم 700 ألف نسمة. وعزز ذلك مخاوف من اندلاع حرب أهلية في حال اتخاذ الحكومة خطوات نحو الاستقلال الكامل. ومن جهة أخرى، تحادث مرشح "التجمع الديموقراطي" المعارض للانتخابات الرئاسية اليوغوسلافية فويسلاف كوشتونيتسا مع رئيس وزراء الجبل الأسود فيليب فويانوفيتش وغيره من المسؤولين الحكوميين والحزبيين، وحضهم على المشاركة في الانتخابات التي "تشكل واجباً حاسماً في عملية ازاحة النظام الديكتاتوري عن السلطة". وأكد كوشتونيتسا خلال محادثاته انه في حال فوزه "سيضع أسساً دستورية جديدة للاتحاد اليوغوسلافي، تضمن المساواة لطرفيه، وتمنح كلاً من جمهوريتي صربيا والجبل الأسود الحرية الكاملة في الإدارة الذاتية".