استقر الوضع نسبياً في صربيا وانصرف الرئيس اليوغوسلافي الجديد فويسلاف كوشتونيتسا الى حل المشاكل الداخلية والخارجية المتراكمة والتي خلفها عهد سلوبودان ميلوشيفيتش. وأثنى كوشتونيتسا في تصريح نقلته وكالة أنباء "بيتا" الصربية المستقلة على خطوة الاتحاد الأوروبي أمس، رفع العقوبات التي كان فرضها على يوغوسلافيا، خصوصاً في ما يتعلق بالنفط والرحلات الجوية. واعتبر ان هذه الخطوة "ستنعكس ايجاباً" على عودة يوغوسلافيا الى منظمة الأمن والتعاون الأوروبية والمؤسسات المالية الدولية. والتقى كوشتونيتسا برئيس هيئة الأركان في الجيش اليوغوسلافي الجنرال نيبويشا بافكوفيتش. وذكر ناطق باسم الجيش ان المحادثات تناولت "دور الجيش الذي يحدده الدستور، في الدفاع عن يوغوسلافيا ضد أي عدوان خارجي وحماية حدودها". وأوضح ان الرئيس الجديد هو القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوغوسلافية "بحكم منصبه". وقدم رئيس الحكومة اليوغوسلافية الاتحادية مومير بولاتوفيتش رئيس الحزب الاشتراكي الشعبي للجبل الأسود المؤيد لميلوشيفيتش استقالة حكومته الى الرئيس كوشتونيتسا. وأفادت مصادر قريبة من القصر الرئاسي، انه "سيتم تشكيل حكومة جديدة من الخبراء تكنوقراط برئاسة مواطن من جمهورية الجبل الأسود". واقيل أمس، وزير الداخلية والأمن فيليكو ستويلكوفيتش "لمسؤوليته في الأوامر التي صدرت الى الشرطة باستخدام العنف ضد المتظاهرين امام البرلمان ومبنى التلفزيون". واجتمع زعماء الأحزاب المعارضة السابقة مع رئيس جمهورية صربيا الموالي لميلوشيفيتش ميلان ميلوتينوفيتش واتفقوا معه على ان يصدر مرسوماً بحل برلمان صربيا واجراء انتخابات مبكرة في 19 كانون الأول ديسمبر المقبل. ووصف الزعيم المعارض زوران جينجيتش هذه الانتخابات، بأنها "ضرورية لتحديد موقف المواطنين من التمثيل الحزبي في البرلمان والحكومة الصربية، في ضوء التغييرات الديموقراطية التي تشهدها البلاد". وشهدت العملة اليوغوسلافية دينارا هبوطاً كبيراً اذ بلغ سعر صرفها 22 ديناراً في مقابل المارك الألماني الواحد، وهو أكثر من ضعف السعر الرسمي المقرر لها. وأشارت مصادر اقتصادية في بلغراد، الى انه "لا بد من صدور قرار سريع من البنك المركزي اليوغوسلافي، يضع الدينارا في سعرها الواقعي". وحصل الرئيس كوشتونيتسا على تأييد الألبان الذين يقيمون في جنوب صربيا، اذا ارسل رئيس حزب العمل الديمقراطي لألبان بلديات بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا رئيس بلدية بريشيفو رضا حليمي برقية تهنئة اليه، أعرب فيها عن ثقته انه "سيعيد سريعاً الأوضاع الى طبيعتها في جنوب صربيا، ويسحب وحدات الشرطة الخاصة التي تثير التوتر مع البان المنطقة".