بدأت امس المحادثات بين الأحزاب الحاكمة في كل من صربيا والجبل الأسود في محاولة للاتفاق على اسس تعيد تنظيم الاتحاد اليوغوسلافي، فيما هدد مسؤول في حكومة بلغراد بنشوب حرب اهلية في جمهورية الجبل الأسود اذا تحركت نحو الانفصال. والتقت شخصيات صربية معارضة في العاصمة الهنغارية بودابست مع كل من المبعوث الاميركي الخاص الى منطقة البلقان جيمس دوبينس ووفد يمثل دول الاتحاد الأوروبي "في شأن تقديم المزيد من الدعم للمعارضة الديموقراطية في صربيا التي تعمل لتغيير النظام الحاكم". وأفاد منسق "التحالف من اجل التغيير" فلادان باتيتش ان المبعوث الاميركي ابلغ الوفد الصربي ان بلاده "ضد رفع العقوبات المفروضة على بلغراد حالياً وستعمل على اصدار لوائح جديدة بأسماء المسؤولين اليوغوسلاف المحظور دخولهم الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي". ودعا رئيس الوزراء اليوغوسلافي السابق ميلان بانيتش المبعوث الاميركي الى "استخدام القوة لإنهاء الديكتاتورية في صربيا كما فعلت في بنما قبل سنوات". واعتبر بانيتش وهو صربي يحمل الجنسية الاميركية ان "وقف معاناة الصرب رهن بتغيير نظام الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش". ومعلوم ان بانيتش كان خسر انتخابات رئاسة صربيا عندما نافس ميلوشيفيتش مطلع 1993. من جهة اخرى، بدأت امس في بلغراد محادثات بين الأحزاب الحاكمة في كل من صربيا والجبل الأسود في مسعى للاتفاق على اسس علاقات جديدة بين الجمهوريتين اللتين تشكلان الاتحاد اليوغوسلافي. وأفاد رئيس حكومة الجبل الأسود فيليب فويانوفيتش انه قدم وثيقة الى الاجتماع حول اقامة علاقات جديدة بين بلاده وصربيا "لتنظيم مسائل الأمن والدفاع والسياسة الخارجية والشؤون الاقتصادية والتنموية، مع مراعاة مبدأ المساواة بين الجمهوريتين في الاتحاد اليوغوسلافي". وحذر نائب رئيس حكومة صربيا فويسلاف شيشيلي الذي يتزعم الحزب الراديكالي، القيادة الحالية في الجبل الأسود "من مغبة الاقدام على الاستفتاء أو أي خطوات انفصالية". وأضاف ان "الاستقلال يعني نشوب حرب اهلية في الجبل الأسود". يذكر ان معلومات كانت اشارت اخيراً الى ان معارضي الانفصال من مؤيدي رئيس الحكومة الاتحادية مومير بولاتوفيتش رئيس الجبل الأسود السابق شكلوا جماعات مسلحة في المناطق الشمالية الشرقية من الجمهورية المحاذية لصربيا استعداداً لمقاومة أي محاولة انفصالية.