العزيز الغالي المبدع المناضل الشهيد غسان كنفاني. لن أقول سلاماً وتحية لأنك ما زلت تسكن قلبي وقلوب محبيك، وما زلت ملء السمع والبصر في عيون من عرفوك عن قرب أو من يعيش ويتغذى من إبداعك الذي خطّه قلمك وريشتك. حضرت منذ شهور مناقشة رسالة للباحثة الاماراتية الاستاذة مريم خلفان نالت عليها الدكتوراه بامتياز، كانت فيها مقارنة بين شكل الأدب عندك، وعند المبدع اميل حبيبي، بين المناطحة من اجل العودة، وبين السخرية المرة عند من يعيش في ظل الاحتلال. وكنت ذكرت في مقال سابق، ما قلت لي يا غسان عن كتابي الذي رسمته عن اللاجئين الفلسطينيين - قبل أربعين عاماً - وبمجرد قراءة العنوان وقبل أن تفتحه. وفي الكتاب ترجمت اشعار المبدعين صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي وصلاح جاهين وكذلك القصة التي كتبها خصيصاً الفنان الشامل احسان عبدالقدوس الى الانكليزية والفرنسية والاسبانية. وقد قلت ما قلت، لأن النسخة الانكليزية التي قدمتها لك كانت قد ترجمت عنوانه الأصلي "عائدون" الى "في انتظار العودة". وكنت أنت مؤمناً بأن قوة العرب المادية والبشرية تستطيع ان تسترد ما سلب منها. وكنت أيضاً تأمل خيراً في الضمير العالمي عندما كانت قراراته - في ذلك الوقت - ضرورة عودة اللاجئين الى أراضيهم السليبة. ولكن يا صديقي الغالي... ها قد مرت أربعون عاماً على تعليقك الضاحك على عنوان الكتاب - في الترجمة الانكليزية - "أسخف كتاب"، تبينا فيها أن عين العرب بصيرة... واليد قصيرة!! وأن الضمير العالمي زادت غفوته بعد النظام العالمي الجديد، الذي تناسى معنى الحق الضائع والعدل واعادة الحقوق الى أصحابها. وبدأ يتكلم بتعبيرات بلا دلالة، كالسلام الشامل والسلام الشجاع. ترى هل تسمح لي يا غسان بأن أرفق بخطابي هذا بعض رسومي التي ضمها الكتاب مع الاشعار التي شرفني اصحابها بمشاركتي في مضمون الكتاب. وهل تسمح أن ألاحظ أن الاذاعات العربية امتنعت منذ زمن مديد عن بث أغنية فيروز "الغضب الساطع آت". اشكرك يا غسان ودامت محبتنا... والى اللقاء. فنان تشكيلي