برلين، امستردام - أ ب ، أ ف ب - اعلن الناطق باسم الحكومة الالمانية اووي-كارستن هيي أمس ان لا وجود لأي مؤشر الى الغاء زيارة الرئيس الايراني محمد خاتمي لألمانيا أو تأجيلها. وجاء تأكيد الناطق للزيارة لينفي معلومات لصحيفة "دي فيلت" التي أشارت أمس الى ان خاتمي يفكر في الغاء زيارته خشية ان تتردد في بلاده اصداء الأصوات المرتفعة ضد مجيئه الى المانيا، وحرصاً على عدم ارهاق أجهزة الأمن الالمانية. وسيستقبل المستشار غيرهارد شرودر والرئيس الألماني يوهانس راو الرئيس الايراني الذي سيزور المانيا من 10 الى 12 تموز يوليو الجاري. ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة الى المستشارية الألمانية ان حكومة خاتمي تخشى ان يستغل منافسوه السياسيون في ايران التظاهرات المناهضة التي قد ينظمها ايرانيون معارضون في ألمانيا أو منظمات لحقوق الانسان. واعلنت وزارة الخارجية الالمانية تدابير خاصة تحظر على المعارضين الايرانيين المقيمين في كولونيا غرب مغادرة المدينة طوال فترة زيارة خاتمي، بحسب تقرير "دي فيلت". واضافت ان الايرانيين لا يزالون مترددين في تنظيم الزيارة، على رغم هذه الاجراءات، ونقلت عن ديبلوماسيين ألمان معارضتهم مناقضة مبادئ دولة القانون بسبب تلك الزيارة. وكان 175 نائبا المانياً حوالى ربع مجلس النواب دعوا الاربعاء الحكومة الألمانية الى الغاء زيارة الرئيس الايراني. ودان بيان وقعه ايضاً 300 نائب في البرلمانات الاقليمية "اعمال التعذيب وقتل المعارضين وعناصر مجاهدين خلق". ورفض وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر هذه الاحتجاجات، معتبراً انها "مغلوطة". واعتبر في مقابلة مع الشبكة التلفزيونية "زد. دي. اف" ان خاتمي يجسد القوى الاصلاحية في ايران، وأن عدم دعم الاصلاحيين يعني "لعب ورقة المتطرفين". وشدد على ان زيارة خاتمي تدخل في سياق دعم عملية الانفتاح الديموقراطي في بلاده، في حين أكدت منظمة العفو الدولية دعمها زيارة خاتمي، داعية الحكومة الألمانية الى تضمين المحادثات اوضاع حقوق الانسان في ايران. احتلال قنصلية في أمستردام، احتل معارضون إيرانيون جزءاً من مبنى القنصلية الألمانية أمس احتجاجاً على زيارة خاتمي المرتقبة لبرلين الأسبوع المقبل. وطالبت مجموعة من عشرة معارضين وعداً بإلغاء الزيارة، ثم غادرت المبنى بعد حوالى خمس ساعات، ولم تعتقل الشرطة التي رابط بعض أفرادها خارج القنصلية، أياً منهم. التطبيع إلى ذلك، أفاد مصدر ديبلوماسي الماني ان الزيارة الرسمية للرئيس خاتمي ستشكل "مرحلة مهمة في تطبيع العلاقات بين البلدين"، وحضهما على "التطلع إلى المستقبل وليس الماضي". وتكرس الزيارة التقارب بين طهران والأوروبيين، الذي تجسد عبر زيارة خاتمي عام 1999 روما، ولقائه البابا يوحنا بولس الثاني، ثم زيارته باريس، فضلاً عن دعم الغرب سياسته الاصلاحية. واعتبر الخبير في العلاقات الإيرانية - الألمانية ايرادج راشتي ان "هذا الاعتراف الدولي يتضمن تهديداً كبيراً لخاتمي بسبب التظاهرات التي قد تشوه صورته وتضعف نفوذه". وأشار إلى أن "الألمان يريدون ان يطمئنوا إلى نجاح مشاريع التحرر السياسي والانفتاح" التي ينفذها خاتمي. وذكر المصدر الديبلوماسي ان العلاقات بين طهرانوبرلين وعلاقات إيران بالاتحاد الأوروبي، وحقوق الإنسان وحوار الحضارات ستكون في صلب محادثات خاتمي في المانيا. ومعروف ان العلاقات بين البلدين الوثيقة تقليدياً، تضررت بسبب قضية مطعم "ميكونوس" في برلين، حيث قتل ثلاثة معارضين أكراد إيرانيين عام 1992، واتهم القضاء الألماني مسؤولين إيرانيين بالتورط بالعملية. كما تلبدت العلاقات بسبب سجن رجل الأعمال الألماني هيلموت هوفر 22 شهراً في إيران بتهمة "إقامة علاقة جنسية" مع إيرانية، وهو اطلق في كانون الثاني يناير الماضي. وأوقف القضاء الإيراني في نيسان ابريل مثقفين ومحامية إيرانيين لمشاركتهم في مؤتمر عن إيران عقد في برلين واعتبر "مناهضاً للإسلام" ومعادياً نظام الجمهورية الإسلامية. ورأى الباحث في الشؤون الاجتماعية الإيراني احسان نرقي ان التوقيفات هدفها الوحيد "الاساءة إلى الرئيس" و"تخريب" زيارته لبرلين والتي تبدو "مجازفة". وسيستقبل الرئيس الألماني يوهانس روا خاتمي في مطار برلين، في حين أكد المصدر الديبلوماسي الألماني في طهران ان خاتمي "لن يلتقي الأهالي ولن يوجه أي خطاب إلى الجمهور" تحسباً لاحتمال تنظيم معارضين تظاهرات. واستدرك: "علينا ان نحترم دستورنا الذي يلحظ حرية التظاهر".