تميزت مؤشرات بورصة تونس الخاصة بانتقالات اللاعبين للموسم المقبل بتقلص الطلب واستقرار الأسعار قياساً على مستويات الموسم الماضي التي بلغ معدلها نحو 150 ألف دينار للاعب الواحد.. ويمكن اعتبار صفقة انتقال مدافع شبيبة القيروان لطفي السلامي الى النجم الساحلي، قبل أسبوعين من انطلاق الدوري المحلي هي الأعلى حيث قاربت ال 300 ألف دينار و بتراجع 25 ألف دينار عن الصفقة الأكبر للموسم الماضي. علماً بان نصيب السلامي منها 50 ألف دينار. وبمقاييس موازنات الأندية "الصغرى" فإن ربع مليون دينار مهمة من حيث انها تسمح للنادي بالاكتفاء الذاتي لمدة 3 أشهر على الأقل، والواقع ان الرقم الحقيقي لهذه الصفقة وللانتقالات المحلية عموماً في تونس عادة ما يكون أعلى بكثير من المُعلن. وعلى رغم عدم فرض ضرائب على هذه الصفقات فإن الأندية، وربما خوفاً من "العين" والحسد أو لادراكها حقيقة أن هذه الصفقات تحمل في ثناياها تضخماً في أسعارها ولا تستند الى معايير السوق الفعلية بل الى مزايدات بين الأندية، فانها تخفي قيمتها الحقيقية. لكن المهم وخصوصاً بالنسبة الى السلامي ان هذه الصفقة ستحمله الى عاصمة السياحة التونسية جوهرة الساحل سوسة، ومن فريق شبيبة القيروان الذي يجاهد من اجل البقاء في دوري الاضواء الى "النجمة الحمراء" الذي ينافس على كل الألقاب. وللموسم الثاني على التوالي يتمكن النجم الساحلي من استقطاب أهم الانتقالات المحلية ويسيطر على حركة الأسعار، فبعد التعاقد مع أمير المقدمي لاعب مستقبل المرسى في الموسم الماضي، تمكن الرئىس عثمان جنيح من الظفر بصفقتي لطفي السلامي وأنيس الولهازي البنزرتي بمبلغ 250 ألف دينار بعد صراع كبير مع ناديي الأفريقي والصفاقسي. عموماً، الانتقالات المحلية لهذا الموسم في تونس لم تعرف حركة كبيرة او مبالغة في الأسعار كما كان في الصيف الماضي، ولم تتجاوز الأسعار معدل 150 ألف دينار. وفسر المراقبون هذا الهدوء بتوجه السوق الى حجمها الطبيعي بعد التضخم الحاد الذي أصابها في أول دوري محترف تونسي الموسم المنصرم، وايضاً لتوفر رصيد بشري مهم لأغلب الأندية ما جعلها تحجم عن ضم لاعبين جدد نتيجة لحصاد ثمار مراكز الناشئين وخصوصاً الصفاقسي والترجي... والأهم من ذلك كله ضعف الإيرادات المالية للأندية. وتاريخياً كانت انتقالات اللاعبين تتم بين لاعبي المحافظة ذاتها وبأسعار "أخوية" بين الأندية الجيران، فزبير بية لاعب فريبوراغ الألماني جاء الى النجم الساحلي من خلال فريق مساكن ب10 آلاف دينار ثم انتقل الى الدوري الألماني بمليون دولار. والصفاقسي استفاد كثيراً من لاعبي السكة الحديد الصفاقسي ومحيط قرقنة وأبرزهم سامي الطرابلسي وعماد بن يونس وعمر بن طاهر ولم تتعد أسعارهم "كلمات شكر" وهدايا للأندية الجارة تتمثل بكرات للتدريبات. اما الترجي فيعرف بعلاقته المتميزة بكل من حمام الأنف والأولمبي للنقل اللذين مثلا له معيناً لا ينضب من اللاعبين الشبان في حين أن خصمه التقليدي الأفريقي اتجه نحو باجة وبنزرت. ومع بداية دوري الاحتراف أصبحت القاعدة في السوق المحلية... سيطرة الأربعة الكبار على الوليمة، اما بقية الأندية فهي "تبيع" أبناءها كي تعيش. وربما مثّل الملعب التونسي الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة حيث رفض بيع أبرز لاعب في تونس حالياً وهو أسامة السلامي بمليون دينار للحفاظ على فرص الفريق للحاق بالكبار... أو ربما في انتظار سعر أفضل!