تعيش تونس في هذه الايام الرمضانية على وقع صفقة استقدام اللاعب العاجي هداف نادي افريكا سبور عبدالقادر كايتا أو ما أصبح يعرف ب"كايتا جايت"، فبعد ان خاطب الصفاقسي ودّ هذا المهاجم الشاب وهداف الدوري العاجي وغازله النادي الافريقي ووقّع ناديه بالأحرف الأولى على عقد انضمامه الى الترجي التونسي... انقلبت كل الامور واختار عبدالقادر ومجلس عائلته الاستقرار في جوهرة الساحل سوسة واللعب مع ناديها النجم الساحلي في مقابل مبلغ اجمالي قدر ب600 ألف دينار. وبعد مغامرات تجاوزت أفلام هيتشكوك في إثارتها دارت أصدائها ما بين أبيدجان وست مدن اوروبية لتنتهي على ضفاف بحر بوجعفر بمدينة سوسة في صحبة شقيقه عمر كايتا الذي لم يتجاوز بعد ال17 ربيعاً، سُجلت الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم التونسية. وتميز العقد الاخير من القرن العشرين بسيطرة الترجي التونسي على الدوري المحلي وحصد الألقاب التونسية والافريقية، لكن النجم هو النادي التونسي الاول الذي اكتشف "أدغال" السوق البرازيلية بداية مع اسماعيل بيريدا وصولاً الى سانطوس سليفا الذي استقدمه ب200 ألف دينار ثم باعه الى نادي سوشو الفرنسي بمليون و600 ألف دينار... وكان قبله خوزي كلايتون الذي لم يتجاوز ثمنه ال50 ألف دينار ثم بيع الى الضفة الشمالية للمتوسط بمليون دينار. ويعد عثمان جنيح من افضل لاعبي تونس في العقود الاخيرة وهو اليوم يسهر على ادارة "النجمة الحمراء" بمساعدة مجموعة من الشباب زاوجت ما بين الخبرة وحاسة الشم عن بعد للطاقات الكروية. إضافة لمعرفته الواسعة للأوساط الكروية، فان مصاهرة جنيح لاحد أهم كبار رجال الاعمال في تونس محمد ادريس واستثماراته في القطاع السياحي اذكت لدى ابن الساحل حاسته التجارية ليرفقها اخيراً بانتخابه نائباً لرئيس بلدية سوسة وتجتمع بذلك الموهبة الكروية مع الشطارة التجارية والغطاء السياسي. ولكن هذه التجربة الرائدة في تسويق اللاعبين والتي دعمت موازنة النادي ومكنته من بناء مركب رياضي عصري وحي تجاري راق دفعت ألسن السوء الى اتهام الرئيس جنيح بالفساد والإثراء على حساب النادي. ويبدو ان لا شيء يرضي جماهير تونس سوى التتويجات على الميدان. ان النجم الساحلي يسير نحو ان يصبح مرجعية عربية رائدة في تسويق اللاعبين سواء في الانتقالات المحلية او الصفقات الاجنبية. فللموسم الثاني على التوالي يسجل النجم الساحلي أعلى صفقة انتقال محلية كانت من نصيب اللاعب امير المقدمي لاعب مستقبل المرسى ب 325 ألف دينار في الموسم الماضي، ثم جاءت صفقة لاعب شبيبة القيروان لطفي السلامي لتسجل الصفقة الاغلى في الدوري التونسي الحالي. ويبدو ان النجمة الحمراء قد اكتسبت تجربة ثرية من انتقالات اللاعبين محلياً فاللاعب رياض الجلاصي الذي يلعب حالياً في نادي الشباب السعودي دفع فيه النجم 4 آلاف دينار فقط ليساهم في المسيرة الوردية للنجمة الحمراء قبل ان يغادر الى المملكة ويغنم ناديه 60 ألف دولار. ويعد اللاعب قيس الغضبان وزميله عماد المهذبي من العناصر الاساسية لمنتخب تونس ولم تتجاوز صفقة انتقالهما ال40 ألف دينار. ويعتبر اللاعب زبيربية الذي يلعب مع فرايبورغ الالماني الاغلى في تاريخ احتراف اللاعبين التوانسة خارج الحدود حيث تجاوزت قيمة صفقته المليون دولار وكان النجم الساحلي اشتراه ب35 ألف دينار.