هراري، لندن - أ ف ب - أصبح لحزب المعارضة في زيمبابوي "الحركة من أجل التغيير الديموقراطي" سلطة وقف التعديلات الدستورية التي يرغب بها الرئيس روبرت موغابي بعد فوزه بأكثر من ثلث المقاعد في البرلمان الجديد، كما أظهرت النتائج النهائية للانتخابات التشريعية، إذ أن الدستور يتطلب غالبية الثلثين لمراجعة القانون الأساسي للبلاد. وسيكون لحزب "زانو - الجبهة الشعبية" الحاكم غالبية 92 نائباً، بعد فوزه بالمقاعد ال62 والنواب ال30 الذين سيعينهم موغابي، فيما يفترض الحصول على 100 صوت في البرلمان لتبني التعديلات الدستورية. وكان موغابي وحزبه تمكنوا من تمرير 16 تعديلاً دستورياً في البرلمان السابق الذي لم تكن المعارضة ممثلة فيه سوى بثلاثة مقاعد لمراجعة الدستور الذي تمت مناقشته مع بريطانيا القوة الاستعمارية قبل الاستقلال مع 1980. يشار الى ان حزب المعارضة "الحركة من أجل التغيير الديموقراطي" فاز ب58 مقعداً في البرلمان، فيما فاز حزب "زانو - دونغا" المعارض الصغير بمقعد واحد. من جهة اخرى، أعلن زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي أمس انه سيقدم ترشيحه الى الانتخابات الرئاسية عام 2002. وقال خلال مؤتمر صحافي في هراري: "أريد التركيز من الآن وصاعداً على الانتخابات الرئاسية". وأضاف رئيس الحركة: "أريد تحدي الرئيس موغابي إذا قرر الترشح للانتخابات الرئاسية". ويبلغ تسفانجيراي 48 عاماً، وكان يعمل سابقاً في المناجم ثم في معمل انسجة فيما يبلغ موغابي 76 عاماً، وهو يحكم زيمبابوي منذ 1980. وفي المقابل، انتخب زعيم المقاتلين القدامى شينغيراي هيتلر هونزفي، الذي دخل السياسة حديثاً، وبلغت شعبيته شعبية تسفانجيراي، الذي تزعم، منذ شباط فبراير، حركة احتلال 1500 مزرعة للبيض. وبلغت المشاركة في هذه الانتخابات التشريعية رقماً قياسياً 60 في المئة حسب الأرقام التي سجلت الأحد خمس ساعات قبل اقفال الصناديق. واعتبر بيار شوري رئيس بعثة المراقبين التابعة للاتحاد الأوروبي مساء الاحد في هراري ان الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة. وقال المسؤول الاوروبي في مؤتمر صحافي عقده ليل الاحد - الاثنين في عاصمة زيمبابوي بعد ساعات على اقفال صناديق الاقتراع "إن تعبير الانتخابات الحرة والنزيهة لا ينطبق على هذه الانتخابات". وأضاف: "ان درجة العنف والترهيب التي سبقت الانتخابات تجعل من هذا التعبير غير قابل للتطبيق". وأسفرت أعمال العنف عن مقتل 32 شخصاً ومئات الجرحى منذ شباط. وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني روبن كوك أمس موغابي إلى "الاعتراف بالرغبة الشعبية العارمة للتغيير"، وإلى الأخذ بالاعتبار "الانطلاقة الجديدة". وقال كوك في بيان: "آمل ان يرد حزب زانو - الجبهة الشعبية بالايجاب على المعارضة لاتخاذ قرار على ضوء هذه الانتخابات بشأن كيفية العمل من أجل خير شعب زيمبابوي". مضيفاً إذا أكد حزب موغابي "رغبته في انتهاج انطلاقة جديدة، فإن بريطانيا ستتجاوب معها". واعتبر الوزير البريطاني ان "التصويت بقوة للمعارضة يشهد على رغبة الشعب الحقيقية في التغيير على رغم العنف"، مؤكداً "اعجابه بكرامة وشجاعة شعب زيمبابوي الذي مارس حقه الديموقراطي ازاء مناورات التخويف".