سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مساعد الرئيس يحلّ محلّ الزعيم الاسلامي ونائب الرئيس يتحدث عن "تحريض داخل الجيش" لإطاحة حكم الإنقاذ . حزب البشير يدشّن انفراده بالحكم والترابي يعلن اليوم حزبه المعارض الجديد
شهدت الخرطوم امس يوماً حاسماً في المفاصلة النهائية والانقسام الكامل بين الاسلاميين الحاكمين في السودان، وأقر مؤيدو الرئيس عمر البشير في المؤتمر الوطني الحاكم قرارات الرئيس الاخيرة، وأكملوا عملية اقصاء الامين العام للحزب الدكتور حسن الترابي الذي ينتظر ان يتحول اليوم معارضاً رسمياً بعد عشر سنوات من الحكم بإعلان حزب "المؤتمر الوطني الشعبي". واحتشد انصار البشير في اجتماع مجلس الشورى في الحزب امس وتمكن الاجتماع من الانعقاد على رغم مقاطعة أنصار الترابي. وأفادت معلومات رسمية اعلنها انصار البشير انهم تمكنوا من تسجيل مشاركة 4.62 في المئة من اعضاء المجلس، لكن مؤيدين للترابي شككوا في صحة هذه الارقام وقالوا ان الحكومة حشدت آخرين من محليات الحزب. واوضحوا انهم سيعلنون اليوم ارقاماً مغايرة. واعلنت في نهاية اجتماع امس عن ارتفاع عدد الحضور الى 385 عضواً. ولم يمكن التحقق من دقة الروايات الرسمية والمعارضة في شأن العضوية على رغم تأكيد الجانبين صحة معلوماتهما. وتتخذ المسألة اهمية خاصة لأنها تمثل اول معيار لشعبية الزعيمين في اوساط قيادات الحزب الحاكم. ويضم مجلس الشورى 586 عضواً ما يعني وفقاً لرواية انصار البشير ان الترابي حصل على تأييد اكثر من 200 عضواً في المجلس قاطعوا جلسة الأمس. لكن مؤيدي الترابي شددوا امس على انهم حصلوا على توقيعات تزيد عن 290 عضواً ما يجعلهم يمثلون الغالبية. واتخذ اجتماع الامس الذي استمر ثماني ساعات ورأسه الدكتور عبدالرحيم علي وحضره البشير ونائباه علي عثمان محمد طه وجورج كونغور وعدد كبير من المسؤولين، قرارات عدة اهمها تأييد قرارات البشير تجميد عمل الترابي في الحزب وكذلك أمناء الحزب المركزيين وأمنائه في الولايات، وتعيين أمين عام جديد مكلّف هو مساعد الرئيس البروفسور ابراهيم احمد عمر لشغل منصب الترابي الى حين انعقاد المؤتمر العام الثاني للحزب. وحمل علي عثمان نائب الترابي السابق في الجبهة الاسلامية القومية بعنف على الزعيم الاسلامي وتحدث عن "تحريض يجري داخل القوات المسلحة والنظامية ومؤسسات الشباب، واتصال بالقوى السياسية المعارضة للإطاحة بالانقاذ". واكد ان "الأمر جد وليس هزلاً"، مشيراً الى "الضربة المتعمدة". وشهد الاجتماع موجة من التأييد للرئيس، لكن اعضاء حذروا من ان قرارات المجلس تمثل مبرراً للانشقاق، ورأوا ان الخطوة ستهدد حكم الانقاذ، ودعا متحدثان بارزان احدهما الطيب مصطفى مدير التلفزيون الذي اعتبر يوم امس "الاخطر منذ وصول البشير الى السلطة "والأخطر على حركتنا الاسلامية منذ تأسيسها. وأي قرار يدعو الطرف الآخر الى اعلان الانشقاق لا خير فيه". وتحدث ايضاً امين الحزب في ولاية نهر النيل عبدالله علي خلف الله مؤكداً ان "صورة الانقاذ وبريقها يضمحل يومياً". واعتبر ان قرارات البشير "متعجلة وخاطئة". وانتقد بشدة فرض الحراسة على دور الحزب الحاكم، وابعاد الترابي، ورأى ان "النزاع سيؤدي الى انهيار الدولة والحزب". وعقد اجتماع امس وسط حال ترقّب وتوتر، وفي ظل حراسة امنية مشددة في "قاعة الصداقة" في كبرى قاعات الاجتماعات في الخرطوم. وسمح للصحافيين بحضور الجلسة في ظل اجواء الشك في احتمال تزوير عضوية الاجتماع. واعلن الدكتور علي الحاج نائب الترابي امس ان 291 من اعضاء المجلس يمثلون الغالبية المطلقة اعترضوا على عقد الاجتماع ودانوا تصرفات رئيسه لجهة عقد الاجتماع في ظل استمرار سيطرة الشرطة على دور الحزب وتجميد سلطات امينه العام الذي لا يتخذ قراراً في شأنه سوى المؤتمر العام للحزب وفقاً للوائحه الداخلية. واعتبر الحاج ان قرارات الامس "مُعدّة سلفاً" ووصفه بأنه "مسرحية". ودعا قرار اجازه الاجتماع امس الترابي الى "مراعاة المصلحة العامة وقبول قرارات المجلس والعدول عن اي مسعى يشقّ صف الجماعة ويُضعف مسيرتها ويردّ بأسها عليها". على صعيد آخر، يستعد انصار الترابي لعقد مؤتمر صحافي صباح اليوم، يعتزمون الاعلان خلاله عن حزبهم الجديد. وعلمت "الحياة" ان اسم الحزب الجديد سيكون "المؤتمر الوطني الشعبي". ولم يعرف موقف الحكومة من الحزب الجديد، لكن مراقبين رأوا ان قرار المجلس الذي دعا الترابي الى الامتناع عن القيام بنشاط سياسي معارض، يمثّل تحذيراً مبطّناً من خطوة اعلان حزبه. ولم يستبعد هؤلاء ان يصبح الترابي ومؤيدوه عرضة لاجراءات تقييد اضافية. ومنعت السلطات منذ شهور نشر معلومات عن نشاط الترابي في الصحف التي يبلغ عددها 11 صحيفة يومية.