توفد القاهرة غداً مبعوثاً من وزارة الخارجية الى واشنطن لكسب تأييدها المبادرة المصرية - الليبية لتحقيق المصالحة في السودان واقناعها بفتح صفحة جديدة مع الخرطوم. وفيما اعتبر عرضاً للقوة دعا الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الدكتور حسن الترابي انصاره الى التجمع اليوم وسيلقي امامهم كلمة يتوقع ان تتزامن مع اعلان الرئيس عمر البشير الحكومة الجديدة. ودعا الترابي، الذي كان يرأس البرلمان قبل قرار البشير حلّه في 12 الشهر الماضي، انصاره الى التجمع اليوم في مقر حزب "المؤتمر الوطني" للاستماع الى كلمته التي ستتناول المستجدات السياسية بعد الازمة الاخيرة. وبدأت دوائر مؤيدة لرئيس البرلمان المنحل، استنفار قواعدها الشعبية امس لحضور اللقاء الذي فُسر بأنه عرض للقوة في مواجهة قرارات مهمة يتوقع ان يعلنها البشير، وابرزها يتعلق بالتشكيلة الجديدة للحكومة واسماء حكّام الولايات، وإقصاء العناصر المؤيدة للترابي من بعض الاجهزة الحساسة في الدولة. وكان الترابي القى خطبة صلاة العيد في مسقط رأسه مدينة ود الترابي بحضور آلاف تجمعوا من مناطق ولاية الجزيرة. ووصف الازمة السياسية بأنها "فتنة وابتلاء من الله"، مشيراً الى ان "طائرات أتت من الشمال وسيزداد الابتلاء بطائرات تأتي من اميركا ايضاً، وهو ابتلاء يميز به الله الخبيث من الطيب". والتقى الترابي قادة الحزب الحاكم في ولاية الجزيرة وتحدث اليهم عن الازمة الاخيرة، مشيراً الى انها بسبب السلطة، ومعتبراً ان التنظيم السياسي قادر على تجاوزها "بتماسك اعضائه". وزاد ان الازمة "كشفت حجم التآمر الخارجي" على السودان. وكان البشير شدد في كلمة ألقاها لمناسبة العيد، على ضرورة "الوحدة والتزام البيعة للحاكم الذي عليه ان يلتزم شروطها في تأمين الامة من الخوف والجوع، وبسط العدل والشورى". تحرك مصري من جهة اخرى، يتوجه إلى واشنطن غداً مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الافريقية ابراهيم علي حسن لإجراء محادثات وعدد من المسؤولين الاميركيين في مسعى للحصول على دعم واشنطن للمبادرة المصرية - الليبية في شأن تحقيق المصالحة في السودان وإنهاء اعتراضات واشنطن على المبادرة. وتأتي مهمة المبعوث بعد زيارة وزير الخارجية المصري عمرو موسى الخرطوم واجتماع الرئيسين حسني مبارك والبشير في القاهرة الشهر الماضي. وقالت مصادر مصرية إن مهمة المبعوث تهدف الى إقناع الادارة الاميركية بفتح صفحة جديدة من العلاقات مع السودان بعد الخطوات التصحيحية التي اتخذها البشير بحله البرلمان وإنهاء ازدواجية السلطة. وعلمت "الحياة" أن السفير حسن سيلتقي الثلثاء مسؤولة الشؤون الافريقية في مجلس الامن القومي الاميركي مساعدة الرئيس بيل كلينتون للشؤون الافريقية جيل سميث لإطلاعها على نتائج الاتصالات التي اجرتها القاهرةوالخرطوم والموقف المصري من الازمة السودانية وسبل تحقيق المصالحة. في غضون ذلك كشفت مصادر في المعارضة السودانية أنها تلقت دعوة من الادارة الاميركية لعقد اجتماع في واشنطن، واقترحت أن يكون موعد الاجتماع في شباط فبراير المقبل.