كتاب جديد للمفكر المصري نصر حامد أبو زيد صدر حديثاً عن المركز الثقافي العربي بيروت/الدار البيضاء في عنوان "الخطاب والتأويل". ويشير أبو زيد أنّه كتب معظم فصول الكتاب في "زمن الاغتراب" بعد حزيران يوليو 1995. ويقول: "خلال الفترة الممتدة من 1993 الى 1995 تركّز بحثي على منهج جديد يمكن أن يعمق علم "تحليل الخطاب" نظرياً وتطبيقياً. يمثل ذلك البعد في حقيقة أن الخطابات تتبادل عناصر التأثير والتأثر بعضها بين بعض. يحدث ذلك مهما تباعدت منطلقاتها الفكرية وتناقضت آلياتها التعبيرية والأسلوبية، ومهما اختلف نسقها السردي بين الوعظية الإنشائية في جانب والتوتر المعرفي في جانب آخر. تتبادل الخطابات من خلال تصارعها مع بعضها بعضاً استعارة العناصر التي تساعدها على إعادة تكييف بنيتها وتنشيط خصائصها وتجديد بعض منطلقاتها، لكي تستطيع مواجهة نقيضها والاستمرار في تحدي مشروعيته. وهذا أمر طبيعي" فالخطابات في سياق ثقافي حضاري تاريخي بعينه تتشارك الإشكاليات نفسها وتواجه التحديات نفسها. أليس التحدي المطروح أمام كل الخطابات المنتجة هو تحدي دخول المستقبل، والتصدي لخطر الخروج من التاريخ؟ في مواجهة هذا التحدي الصعب والماثل منذ بداية عصر النهضة العربي الحديث تتعدد الإجابات، أي تتعدد الخطابات". ومن عناوين الفصول: سلطة الخطاب، مركزية الغزالي وهامشية ابن رشد، خطاب المركز: تبرير السياسي بالفكري، ابن رشد امتداد التراث المهمش، التعددية ودلالة الاختلاف، زكي نجيب محمود، رمز التنوير، كتاب "حصاد السنين" وأسئلة التنوير المكبوتة، مات الرجل وبدأت محاكمته، موقف عمارة من علي عبدالرازق، غلبة الإيديولوجي على المعرفي، اللغة الدينية والبحث عن ألسنية جديدة: قراءة في فكر محمد أركون، العقل العربي بين سلطتين: الدين والسياسة، إشكالية الخلافة بين التاريخ واللاهوت، إشكالية التراث في الوعي المعاصر، إشكالية التأويل عند الحركات الإسلامية المعاصرة، قراءة جديدة للمقاصد الكلية للشريعة.