أجيال وأعمار متفاوتة، جمع بينها عشق الصيد وغواية المغامرة... هم زوّار المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي استضافه مركز المعارض في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، ونظمه «نادي صقارى الإمارات» بدعم من هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، وفي رعاية ممثل الحاكم في المنطقة الغربية ورئيس النادي الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، للاحتفال بالصقارة (الصيد بالصقور) والفروسية والصيد البحري باعتبارها بعض أبرز ملامح التقاليد الإماراتية. ويأتي تنظيم الدورة التاسعة من المعرض إثر إدراج مدينة العين كأول موقع إماراتي في قائمة التراث العالمي للبشرية، وتسجيل «الصقارة» كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونيسكو. وحظي المعرض بمشاركة دولية واسعة، في مقدمها جمعية مستشاري الحياة البرية الدوليين IWC، الرابطة العالمية للصقارة IAF، والمجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية CIC، و596 شركة من 28 دولة، إضافة إلى أجنحة وطنية مُشاركة لكل من الولاياتالمتحدة، بريطانيا، ألمانيا، السويد، هولندا، بولندا، أستراليا، تنزانيا، وجنوب أفريقيا. وشهد الحدث تدفّقاً للزوار، فرادى وجماعات، لا سيما الشباب من هواة الصيد ومحترفيه. يقول علي عيسى، الذي استقرّ على ذراعه صقر محجوب العينين: «حرصت على حضور المعرض لكي ألتقي مربّي الصقور والصيادين المهتمين بها، وفي الوقت نفسه أعرض على الناس صقري، وهو من نوع شاهين»، موضحاً أنه اشترى هذا الصقر قبل سنتين، ودرّبه على الصيد بإضافة الدماء إلى طعامه، لكي يعتاده، قبل أن يخرج به في رحلات صيد في مناطق تسمى «المقناص»، وتنتشر في المغرب وسورية وباكستان. ومن الأجنحة المثيرة للاهتمام، جناح الأسلحة الذي شُددت الإجراءات الأمنية من حوله، لخطورة الأسلحة المعروضة من ناحية، ولكثرة الزوار من الشباب والمراهقين من جهة ثانية. ويتوقف النظر عند معروضات شركة «إم بي 3 إنترناشونال» التي تورد أسلحة لدول الخليج، من بندقيات ومسدسات، وضم جناحها قطعاً كلاسيكية يعود تاريخ صنعها إلى 100 سنة. كما تعرض قطعاً مصنعة وفق الطلب، مثل مسدسات «بيريتا» ذات النقشات البسيطة، وثلاث بندقيات مزخرفة، إضافة إلى بندقية «كلنا خليفة» تكريماً لرئيس الإمارات والتي نُقش عليها وجهه بالذهب. ويحتوي هذا الطراز على ثلاثة أنابيب يسهل تغييرها إضافة إلى أحجار كريمة من ضمنها ماسات على شكل الرقم 40 بمناسبة العيد الوطني المقبل للدولة، وسبع ماسات حمراء تمثّل الإمارات السبع. وهناك أيضاً قسم السكاكين، بمشاركة شركة «تمرين» لسكاكين الصيد الفاخرة، ويقول صاحبها محمد الأميري إن «المعادن المستخدمة في هذه السكاكين تنقل من دمشق لتصنع في الولاياتالمتحدة ثم تسنّ في اليابان على أيدي متخصصين في صناعة سكاكين الساموراي»، مضيفاً أن «سعر سكين الصيد الواحدة يترواح بين 1200 و50000 درهم (330 - 13700 دولار أميركي)، ويصل في بعض الأحيان إلى 100000 درهم (حوالى 27400 دولار)». وشهد المعرض نشاطات ثقافية وترفيهية، منها مسابقة إعداد القهوة العربية والشعر النبطي، ومسابقة أفضل بحث في الصيد والفروسية عند العرب، وأجمل اللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية. كما نظم نادي صقارى الإمارات مسابقة لأجمل صقر مشارك في المعرض.