أنقرة، بغداد - أكدت تقارير في أنقرة ان القوات التركية واصلت التقدم في شمال العراق في هجوم جديد تدعمه طائرات السلاح الجوي التركي. ودعا العراقتركيا أمس الى "صحوة سريعة" والتوقف عن الانسياق وراء السياسة الأميركية المناهضة للعراق. وأفادت صحف تركية أمس ان القوات التركية واصلت تقدمها في شمال العراق لمطاردة المتمردين الاكراد في هجوم جديد مع بدء فصل الربيع. وتشن تركيا التي تحتفظ عادة بقدر محدود من القوات داخل اراضي العراق مثل هذه الهجمات لضرب معاقل مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" في المناطق الجبلية. ويخوض الحزب معارك منذ العام 1984 من أجل حكم ذاتي لاكراد تركيا الذين يقدر عددهم بنحو 12 مليون نسمة. وأوضحت صحيفة "راديكال" ان المدفعية ووحدات مدرعة عبرت حدود العراق من ثلاث نقاط حدودية وتتقدم صوب بلدتي هفتانين وخواكورك. وذكرت ان الطائرات التركية قصفت معسكرات للأكراد الأتراك في المنطقة. ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر في الارواح في شمال العراق الذي يسيطر عليه حزبان كرديان منذ خروجه من تحت سيطرة بغداد بعد حرب الخليج في العام 1991. وهاجمت صحيفة عراقية تركيا أمس لتوغلها داخل اراضي العراق قائلة ان الهجوم جاء بعد ان امتدح مسؤول اميركي انقرة كحليف مهم في حلف شمال الاطلسي ناتو. وأوضحت صحيفة بابل التي يديرها عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي صدام حسين ان تركيا تخطئ دوماً في "سياساتها وحساباتها" تجاه العراق. وذكرت الصحيفة ان الهجوم التركي الجديد جاء بعد ان امتدح وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين تركيا يوم الجمعة الماضي واعتبرها حليفاً مهماً في حلف ناتو وكجسر بين الشرق والغرب داعيا الى علاقات اوثق بين واشنطنوانقرة. ودعت الصحيفة حكام تركيا الى وضع حد للسياسة التركية المتأرجحة تجاه العراق والعمل بدلا من ذلك على تحسين الروابط التجارية بين البلدين. ووقعت انقرة الشهر الماضي اتفاقاً تجارياً مع بغداد ترفع بموجبه صادراتها الى العراق في اطار اتفاق "النفط مقابل الغذاء" الموقع بين بغداد والامم المتحدة. ودعت صحيفة "بابل" تركيا الى "صحوة سريعة" والتوقف عن الانسياق وراء السياسة الاميركية. ورأت أن التوغل العسكري التركي الاخير داخل الاراضي العراقية "تعبير عن سياسة الغزل الطويلة بين واشنطنوانقرة". وهذه المرة الاولى التي يصدر فيها تعليق عراقي على التوغل التركي داخل شمال العراق الذي تم الاسبوع الماضي لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني واشارت اليه وسائل اعلام تركية. ولم يحصل اي تأكيد رسمي تركي للعملية العسكرية. واضافت الصحيفة: "ما دامت الولاياتالمتحدة راضية على ما تسميه المساندة التركية في مواجهة العراق، فإن التوغلات عبر الحدود تتيح لتركيا الحصول على أوهام الشرعية الاميركية في مقاضاة الخارجين عن طوعها حتى بعيداً عن اراضيها". وبعد ان اعتبرت الصحيفة ان تركيا "كثيراً ما تخطئ التقدير في سياستها وحساباتها تجاه العراق ولا تأخذ في الاعتبار حسن الجوار والسيادة والامن والاستقرار في المنطقة، فضلا عن الخسائر في اقتصادها وتعاملاتها التجارية"، قالت "ان الغريب في الأمر ان تركيا تعلن من وقت لآخر انها تريد تعميق علاقاتها مع العراق". وبعد ان تساءلت "بابل" عن "الازدواجية التركية" في التعامل مع العراق، قالت "ان الذي نعرفه ويفهمه القاصي والداني ان انقرة اليوم تهادن واشنطن على حساب مصالح الشعب التركي الذي تربطه مع العراق علاقات الاخوة والجيرة قبل المصالح الاقتصادية". وخلصت "بابل" الى القول ان الرئيس العراقي صدام حسين "ما تأخر لحظة واحدة في مد جسور التعاون والثقة مع الجارة الشمالية على رغم كل مواقفها المتذبذبة والمساومة بعيداً عن الالاعيب السياسية المفضوحة" واعتبرت هذا الكلام "دعوة متجددة لصحوة تركية سريعة تنقذ ما يمكن انقاذه، وبعكسه فقد لا يتصور الساسة الاتراك النتائج الدقيقة لسياستهم غير المحسوبة".