بغداد، القاهرة، أنقرة، ديار بكر تركيا - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أكدت تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة تمسكها بوحدة الأراضي العراقية، فيما صعدت القوات التركية أمس هجومها على "حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق، بعدما نقلت تعزيزات الى المنطقة ليرتفع عدد جنودها، كما أفاد مسؤولون عسكريون، الى نحو 30 ألف جندي يشاركون الآن في العملية التي بدأت مطلع الاسبوع. وتوغلت القوات التركية، التي اجتازت الحدود العراقية في عشر نقاط، حوالى 30 كيلومتراً داخل الاراضي العراقية. واُفيد ان الطائرات التركية قصفت معسكراً لمقاتلي "حزب العمال" في زاله قرب الحدود العراقية - الايرانية، فيما حاصرته قوات نقلت الى الموقع على متن مروحيات. ويُعتقد ان الثقل الاساسي للهجوم التركي يتركز على وادي خواكورك عند نقطة التقاء الحدود بين تركياوالعراق وايران. وكانت تقارير افادت في وقت سابق ان معارك دارت بين المقاتلين الاكراد والقوات التركية في منطقة حاجي عمران. واضافت ان مقاتلين اكراد آخرين في غرب منطقة العمليات يحاولون الوصول الى معسكر قرب مدينة الموصل التي تقع تحت سيطرة الحكومة العراقية. ورد الثوار الاكراد بهجوم داخل الاراضي التركية، وقال مسؤول عسكري ان الثوار الأكراد نصبوا مكمناً للقوات التركية وميليشيا "حراس القرى" في مقاطعة سيرناك الجنوبية الشرقية، فقتلوا 20 وأصابوا 15 بجروح. وأعلن ان الاشتباك وقع بينما كانت القوات التركية تقوم بعملية لتعقب الثوار الاكراد في منطقة جبار الجبلية قرب حدود العراق. ولم ترد تقارير فورية عن حجم الخسائر التي تكبدها مسلحو "حزب العمال". وكشف صفين ديازي ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي في العاصمة التركية ان حزبه المتحالف مع تركيا يشارك بنحو خمسة آلاف من مقاتليه المنتشرين على الحدود. وأضاف "نجري عمليات خاصة بنا منذ فترة. انها واحدة من عمليات تمشيط اخيرة قبل الشتاء". وكان زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني أعلن ان حزبه سيعمل ضد اي منظمة تهدف الى شن هجمات على تركيا، مؤكداً ان شمال العراق لن يكون ابداً ملاذاً للمتمردين الاكراد في تركيا. وحدة الأراضي التركية وأكدت تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة أمس تمسكها بوحدة الاراضي العراقية، مشيرة الى انه من الضروري اشراك كل الشعب العراقي في القرارات بشأن مستقبل البلاد. وجاء في بيان مشترك نشر في اعقاب لقاءات اجراها في انقرة بارزاني وطالباني ان "تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا بوصفها من الدول المشاركة في رعاية عملية انقرة تؤكد اهمية الحفاظ على وحدة الاراضي العراقية". ويرمي الاعلان الى تبديد مخاوف انقرة بشأن اتفاق السلام الذي ابرم في واشنطن في ايلول سبتمبر الماضي بين طالباني ومنافسه بارزاني. وفي بغداد، نشرت صحيفة "بابل" أمس ان الهجوم الذي تشنه القوات التركية في منطقة كردستان العراقية هو تمهيد لعمل عسكري اكبر ضد العراق. وذكرت "بابل" التي يديرها عدي صدام حسين، النجل الاكبر للرئيس العراقي "ان هذا العدد من القوات التركية توغل في الارض ليكون قواعد اسناد وقواعد لغزو اكبر لاحقاً". واشارت الى ان حجم القوات المهاجمة حالياً "لا يمكن ان يكون منطلقاً لمطاردة 400 متمرد من حزب العمال الكردستاني مهما كانت تضاريس المنطقة صعبة ...". وفي القاهرة دعا أحمد بن حلي الامين المساعد للشؤون العربية في الجامعة العربية أنقرة الى سحب قواتها فوراً من العراق، وطالب بوقف انتهاك سيادته. وعبر عن قلق الجامعة واستيائها من تصرفات تركيا