تُجرى بعد غد الأحد الانتخابات الرئاسية في جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى أنقرة، من اجل انتخاب ممثل للطائفة القبرصية التركية ومفاوض عنها في المحادثات الجارية منذ نحو 40 سنة لإعادة توحيد الجزيرة المقسمة بين شطرين تركي شمالي ويوناني جنوبي. وعلى رغم وجود 7 مرشحين، إلا ان المنافسة محصورة بين الرئيس الحالي محمد علي طلعت الموالي لحكومة «حزب العدالة والتنمية» في أنقرة، ورئيس الوزراء القومي درويش اراوغلو، إذ تشير استطلاعات الرأي الى تقدم اراغلو بنسبة 54 في المئة تقريباً، في مقابل 42 في المئة لطلعت. وهذه نسبة تُقلق أنقرة التي تراهن على استمرار حليفها محمد علي طلعت، من أجل دفع المفاوضات قدماً على أمل التوصل الى تسوية توحّد الجزيرة وتزيل بالتالي أهم عقبات انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي. لكن يبدو واضحاً ان غالبية الناخبين الأصليين والذين تجنسوا بعد هجرتهم من تركيا الى الجزيرة، فقدوا أملهم بتوصل طلعت الى تسوية، ويشككون في نيات قبرص اليونانية التي تتمتع بعضوية الاتحاد الأوروبي، ولا تبدو مستعجلة في حسم الخلاف القائم والذي يوفر لها ورقة ضغط على أنقرة في ما يتعلق بعلاقاتها مع الاتحاد. وكان اراوغلو وهو رئيس «حزب الوحدة القومية»، من أشد المعارضين للمفاوضات الجارية مع القبارصة اليونانيين، والقائمة على البحث عن نموذج يوحّد الجزيرة على أساس فيديرالي، إذ يُصرّ اراغلو على ضرورة احتفاظ جمهورية شمال قبرص التركية بسيادتها وكيانها، وأن تتحد مع الجمهورية القبرصية على أساس كونفيديرالي او تنفصل عنه في شكل كامل. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخب القبرصي التركي فقد أمله بالاتحاد الأوروبي ووعوده، خصوصاً بعدما صوت لمصلحة التسوية التي اقترحها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان عام 2004، ولكنها لم تُقر بسبب رفض القبارصة اليونانيين لها. وعلى رغم هذا الموقف، لا يزال القبارصة الأتراك تحت حصار اقتصادي دولي، بينما ينعم القبارصة اليونانيون بعضوية الاتحاد الأوروبي وخيراته. وكانت الخارجية التركية دفعت طلعت الى اصدار بيان مشترك مع الرئيس القبرصي اليوناني ديميتريس خريستافيوس، يفيد بأن مفاوضات توحيد الجزيرة التي توقفت الشهر الماضي بسبب الاستعداد للانتخابات القبرصية التركية، ستستمر بعد الانتخابات مهما كانت النتيجة وعلى الأسس ذاتها، وهذا ما انتقده اراوغلو معتبراً إياه محاولة لإلزامه بقبول وجهة نظر طلعت.