كشفت طبيعة الوفد السوري الذي رافق الرئيس حافظ الاسد الى محادثاته مع الرئيس بيل كلينتون عمق التفاصيل التي تناولتها امس القمة السورية - الاميركية في فندق "انتركونتننتال" في جنيف. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" استمرار "ديبلوماسية الفطر" على المسار السوري، على ان يبلغ الاميركيون الاسرائىليين مضمون المحادثات قبل الاعلان عن المرحلة المقبلة في مفاوضات السلام السورية - الاسرائىلية. وشارك في محادثات قمة الاسد - كلينتون رئيس مكتب الامن القومي الدكتور عبدالرؤوف الكسم، الذي شارك في اللقاءات السابقة بين الرئيس الأسد والرئيسين جورج بوش في 1990 وكلينتون في بداية العام 1994ونهايته، ذلك في مقابل مستشار الامن القومي الاميركي ساندي بيرغر. وضم الوفد السوري أيضاً وزير الخارجية السيد فاروق الشرع ورئيس الاركان الاسبق اللواء يوسف شكور نائب رئيس الوفد المفاوض الى محادثات الشرع مع رئىس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك. وبين الذين شاركوا في المحادثات رئيس لجنتي الحدود والترتيبات الامنية في مفاوضات شيبردزتاون اللواء المتقاعد ابراهيم عمر، ورئيس لجنة المياه الدكتور رياض داوودي، والسفير رفيق جويجاتي عضو لجنة "علاقات السلم العادية" التي كانت برئاسة السفير السوري السابق الى واشنطن وليد المعلم. وهو يشغل حالياً منصب معاون وزير الخارجية. ويدل ذلك على تركيز الجانب السوري على ملفي الحدود والامن وخصوصاً "ترسيم" حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 و"حسم" موضوع المشاركة في المحطة الارضية للانذار المبكر. يذكر ان دمشق قدمت في التعديلات السورية على "وثيقة العمل" الاميركية مقترحات بأن تدار محطة الانذار من "قبل الاميركيين والفرنسيين واطراف ثالثة"، فيما طالبت اسرائىل ب"وجود اسرائىلي لفترة موقتة" فيها. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ابلغ الرئيس الاسد في رسالة الجمعة الماضي "استعداد فرنسا للمشاركة في ترتيبات امنية في الجولان وجنوب لبنان في حال التوصل الى اتفاق سلام شامل في المنطقة". ويتوقع ان تطالب كندا خلال محادثات رئيس وزرائها في الشهر المقبل في دمشق، بالمشاركة في القوات التي ستنتشر في الجولان بعد الانسحاب الاسرائىلي منها. ووصف مصدر اعلامي سوري القمة ب"اللقاء التاريخي" لأنه يمثل "الفرصة الاخيرة" لدفع عملية السلام على المسارين السوري واللبناني. وزاد ان الاسد توجه الى جنيف ل"بذل محاولة اخرى لاحياء المسارين السوري واللبناني وازالة العقبات امام تقدمهما، لكن دفع العملية لا يتوقف على سورية وحدها اذ لا بديل من تغيير جوهري في الموقف الاسرائىلي باتجاه التزام قاطع بالانسحاب الكامل من الجولان". وقال مسؤولون سوريون ان "اقرار" باراك بتعهد سلفه اسحق رابين للانسحاب الكامل من الجولان "لا يكفي" لاستئناف المحادثات، مطالبين ب"ترجمتها الى واقع ملموس والى اجراءات على الارض" . الى ذلك، اجرى الشرع مساء امس، بعد وصول الرئيس الاسد والوفد المرافق الى الفندق، محادثات مع نظيره السويسري جوزيف سايس حول تطورات عملية السلام.