سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفلسطينيون دعوا البابا الى الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولتهم المقبلة . اسرائيل تعلن عشية بدء محادثات واشنطن عزمها إقامة مستوطنة ضخمة جنوب غربي القدس
عشية استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية في العاصمة الاميركية، كشفت مصادر اسرائيلية عن عزمها اقامة مستوطنة جديدة على ربع أراضي قرية الولجة الفلسطينيةجنوب غربي مدينة القدس، في الوقت الذي يقوم فيه الفلسطينيون بجمع التواقيع على مذكرة ستسلم للبابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته التاريخية للبلاد يطالبونه فيها بالتدخل "لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي" للمدينة المقدسة. وتشمل المستوطنة الجديدة التي ستقام على نحو 1200 دونم 1.2 مليون متر مربع من اراضي قرية الولجة التي ضمت بلدية القدس الاسرائيلية نصف مساحتها الى حدودها فيما ألحقت النصف الآخر ببيت لحم لبناء 5000 وحدة استيطانية جديدة. ونقلت مصادر اسرائيلية عن رئيس البلدية ايهود اولمرت قوله ان البلدية ستساعد اليهود الذين "ابتاعوا" هذه الاراضي في اقامة "حي يهودي يشكل تواصلاً طبيعياً" لمستوطنة غيلو التي وصلت حدودها الى مشارف مدينة بيت لحم جنوب غربي القدسالمحتلة. وتعتبر اسرائيل مستوطنة غيلو أحد "احياء" القدس الكبرى التي قامت بتوسيعها لتصل الى مشارف بيت لحم جنوبا ومشارف مدينة رام الله شمالاً، أي ما يعادل ثلث مساحة الضفة الغربية. وقال مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية فيصل الحسيني ان قرار اقامة مستوطنة جديدة في محيط مدينة القدس يؤكد "ان اسرائيل تحاول تدمير العملية السلمية والمفاوضات القائمة"، مشدداً على الرفض الفلسطيني القاطع لكافة الاجراءات الاسرائيلية غير الشرعية في مدينة القدس. واضاف في تصريح خاص ل"الحياة" أن ثمة من يحاول عرقلة حدوث اي انطلاقة في المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية حول "التسوية الدائمة". وقوبل نبأ اقامة مستوطنة يهودية جديدة في الشارع الفلسطيني بالصدمة وعدم التصديق، سيما في التوقيت الذي يتزامن مع قرب وصول البابا يوحنا بولس الثاني في زيارته التاريخية الى الاماكن المقدسة، كذلك مع استمرار اعمال البناء الاستيطاني في قرية فلسطينية أخرى في القدس هي رأس العامود، يضاف اليهما اعمال البناء التي تجري على قدم وساق في مستوطنة جبل ابوغنيم هارحوما التي أوقف الفلسطينيون بسببها المفاوضات مع حكومة بنيامين نتانياهو اليمينية. ويرى المسافر الى بيت لحم من القدس بوضوح الارتفاع التدريجي والسريع للمباني في مستوطنة أبو غنيم. وعلق أحد المواطنين بمرارة "حكومة نتانياهو كانت تتكلم ولم تفعل ولكن حكومة باراك تفعل بصمت وهدوء". واذا ما نجح المخطط الاسرائيلي الجديد في بناء المستوطنة على أراضي الولجة، ستكون بلدية القدس الاسرائيلية قد حققت حلمها الذي يراودها منذ زمن بعيد بالاستيلاء على اراضي الولجة الجميلة وضمها اليها من دون أصحابها الذين استثنتهم خرائط توسيع حدود المدينة البلدية من مخططاتها. وطرحت قرية الولجة في الاسابيع القليلة الماضية التي سبقت القرار الاسرائيلي الخاص بتنفيذ انسحاب عسكري من الاراضي الفلسطينية بنسبة ستة في المئة، الا ان ذلك اعتبر في اوساط الاسرائيليين مجرد "بالون اختبار" آخر من حكومة باراك. ويعكف الفلسطينيون على جمع تواقيع شخصيات فلسطينية سياسية ودينية على مذكرة تطالب البابا "بالتدخل لانهاء الاحتلال الاسرائيلي لمدينة القدس". وعلمت "الحياة" أن المذكرة ستسلم للبابا خلال زيارته للمسجد الاقصى الاحد المقبل. ووقع جميع أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني بالاضافة الى 50 من رجال الدين المسيحيين والمسلمين حتى الآن على المذكرة. واعلن الحسيني وعدد من الشخصيات الفلسطينية بمشاركة الناطق الرسمي باسم طائفة الروم الارثوذكس الاشمندريت عطاالله حنا عن "انطلاق" فعاليات الاحتفاء بقدوم البابا وزيارته لمدينة القدس العربية من مقر "بيت الشرق" في القدسالشرقية. وقال الارشمندريت عطاالله حنا: "نأمل منه البابا ان يتخذ موقفاً واضحاً من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني الذي ناضل ويناضل من اجل تحقيق حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". ونجح الفلسطينيون - لبعض الوقت - في رفع الاعلام الفلسطينية واعلام الفاتيكان في سماء المدينة بعد أن علقوها في بالونات لم تتمكن قوات الشرطة والجيش الاسرائيلي من انزالها لفترة من الزمن. وقالت مصادر فلسطينية ان السلطات الاسرائيلية اعتقلت خمسة شبان فلسطينيين في حي الصوانة في القدسالشرقية الليلة قبل الماضية بعد ان ضبطتهم يعلقون اعلام الفاتيكان والاعلام الفلسطينية على اعمدة الكهرباء، وذلك في تعبير واضح عن الصراع القائم على القدس بين الفلسطينيين والاسرائيليين والذي يريد كل طرف منهم التركيز عليه خلال الزيارة البابوية. وفي هذا السياق أكدت الدكتورة حنان عشراوي عضو المجلس التشريعي عن مدينة القدس في المؤتمر الصحافي الذي عقد في القدس للاعلان عن انطلاق فعاليات حملة استقبال البابا، أن الزيارة بحد ذاتها "اعترافٌ بالوجود الفلسطيني المستمر فوق هذه الارض" ورأت في الزيارة "انطلاقة جديدة لرؤية جديدة تؤكد حق الفلسطيني في ارضه وعروبة المدينة المقدسة". أما السفير الفلسطيني لدى الفاتيكان والمملكة المتحدة عفيف صافية فقد أجمل الموقف الفلسطيني بقوله: "نحن تعذبنا كثيراً من فكرة فلسطين "ارض الميعاد" وسنحولها الى فلسطين: الارض الواعدة".