كما كانت مباراة الهلال والأهلي الدراماتيكية حديث ساعتها، فإن مباراة الاتحاد والأخدود فرضت نفسها بقوة على المشهد، الأهلي قرر العودة من الباب الكبير، باب الهلال وحاله الذي لا يسر، تقدم الأهلي بهدفين، عادل الهلال، عاد الأهلي ليتقدم وينهي المباراة بخسارة الهلال، ووصل الأهلي إلى المركز الخامس بالتساوي مع النصر في المركز الرابع وب47 نقطة، الهلال أعلن رسميًا من مباراة الأهلي أنه لديه مشكلة حقيقية في الدفاع، وأن التشكيلة لديه مهما كانت قوية فإن خط دفاعه يتكفل بإفشالها، جيسوس المدرب الذي طالما أسعد جماهير الهلال، لكنه مؤخرًا يترنح تحت ضغط الخسائر والتعادلات، جيسوس يلعب بالأسماء وليس بالجاهزين، غياب ميتروفيتش مؤثر، كما كان غياب نيفيز لديه، لكنه حين لا تكتمل تشكيلته فإنه لم يستطع التعويض. بقي مشهد خسارة الهلال مؤثرًا قويًا، حتى أتى الأخدود بمدربه الذكي بن زكري، لكي يوقف مسيرة انتصارات الاتحاد المتصدر، ويحرمه من فارق ال8 نقاط، ليبقى الفارق بينه وبين الهلال 6 نقاط، الاتحاد 57 والهلال 51، ولا يمكن الحكم على الفريقين، مسلسل الهلال يحتاج إلى معجزة، وتعثر الاتحاد ما زال مطروحًا، لهذا فإن نتائج الهلال والاتحاد أعطت للدوري روحًا وشكلًا جديدًا من المنافسة، لأن القادسية الذي فاز على الرياض بهدف نظيف، وصل للنقطة ال50، خلف الهلال بنقطة، والاتحاد ب7 نقاط، والقادسية يلزمه الاستمرار بالفوز والمراهنة على تعثرات الاتحاد والهلال، التي أصبحت كثيرة ومتكررة. النصر خسر مباراته أمام العروبة، ونتائجه التي أضاع فيها نقاطاً كاملة، تؤكد أن النصر لم يستفد من تراجعات الاتحاد والهلال، خسارتان للنصر أمام فرق أقل منه مستوى بشكل كبير، لو كسبها كان الآن ثانيًا ينافس على الصدارة، لكن ما الحل للنصر؟ نعلم أن الهلال سيعالج نفسه، والاتحاد يعالج نفسه، لكن النصر حين يترنح يفقد دفة القيادة، لديه فرصة قادمة، كما هو حال القادسية، حقق الفوز وانتظار الآخرين ليعطلوا الاتحاد والهلال ومعهم الآن القادسية، وهناك الأهلي في مباراته أمام الهلال، لعب مباراته الأجمل في الموسم، وتوني أثبت أنه يستحق ثمنه. تحليل بسيط لما هو الحال بين الموسم الماضي والجاري، الموسم السابق الذي شهد انطلاقة مشتريات برنامج الاستقطاب، والاتحاد والنصر والأهلي أحضروا الأسماء الكبيرة العالمية، التي دخلت الدوري دون استعداد مسبق، مما أتاح للهلال الذي دخل بأسماء بسيطة نوعًا ما، باستثناء كولوبالي وبونو ومحليًا سالم الدوسري، فلعب الفريق بكل قوة ليثبتوا أنفسهم، لكن هذا الموسم، اختلف الحال، فنجوم الفرق الأخرى غير الهلال، شعرت بجدية المنافسة، وأن تاريخها على وشك التأثر، فلعبوا بقوة، حتى الذين انضموا حديثًا استشعروا الموقف مسبقًا، لهذا وجدنا توني يلعب وبنزيما يلعب ورونالدو متحمس أكثر، وهنا فقد الهلال ميزة المفاجئة. ما زالت لدينا مشكلة اللاعب المحلي ودوره في ناديه وفي المنتخب، نحتاج إلى المزيد من المواهب والتركيز على الأندية خارج الصندوق، وهذا الأمر يحتاج ليس إلى توجيهات بإشراكهم من قبله مدربيهم، فهو دوري محترفين لا يمكن ذلك، لكن يمكن حمل مبادرات وحملات لأفضل لاعب محلي، بحيث يكرّم بشكل أو بآخر، مما يخلق منافسة بينهم أكثر، وكذلك يعطي مزيدًا من الثقة لدى مدربيهم لإشراكهم، لتكن الحملة برعاية اتحاد كرة القدم، وفي كل جولة يختار أفضل لاعب محلي، وأفضل لاعب محلي يكون له مكافأة هو وناديه، وليكن اختياره من خلال الدمج بين لجنة مختصة عالمية من كبار لاعبي العالم، وكذلك تصويت الجمهور نفسه في كل مباراة وفي كل جولة. د. طلال الحربي - الرياض