خلق الكائن العجيب «الجمل» أية من آيات الله، فيقول تعالى: «أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الإبل كَيفَ خُلِقَت» [الغاشية: 17] تأمل وتفكير في عجائب خلقه سبحانه، فحين تنظر إلى البيئة القاسية «الصحراء» التي تظنها لا تصلح للعيش، وتحت الشمس الحارقة والرياح الجافة، يعبر الجمل الذي هيأه الله للعيش في وسط هذه الظروف الصعبة، للتعلم منه الصبر والقوة، ففي العالم أكثر من خمسة عشر مليون من الجمال، وهم في ازدياد. وللإبل أصوات تعرف بها مشاعرها وتعبير بها منها صوت يطلق عليه الحنين لتعبر به عن حزنها لفقد صغيرها، وصوت لتعبر به عن ثقل ما يحمل عليها الأطيط، وصوت يسمى بالرغاء لتعبر به عن الفراغ والتضجر. فالجمل يملك عينًا برموش كثيفة مزدوجة تقيها من حبات الرمال المتطايرة، وتمتاز بقدرتها على التكبير والتقريب، حيث إنها ترى البعيد وكأنه قريب، وترى الصغير وكأنه كبير، وهذا ما يجعلها تنقاد لطفل صغير أو لدابة ضعيفة كما قال تعالى عنها: «وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ» [يس: 72] كما أنه يمتلك أقدام «أخفاف» تساعده على السير بثبات فوق هذه الرمال تحميه من الغوص فيها، وأما عن شفتيه فهي مطاطتان، قاسيتان تمكنه من قضم الأشواك الحادة دون أن يلحقه الأذى، كما وأنهما فعالتان قادرتان على جمع الطعام، والأشواك؛ لكيلا يفقد أي رطوبة عندما يخرج لسانه من فمه. تتمكن الإبل من شرب الكثير من الماء، ومع ذلك فهي قادرة على تحمل العطش وتستطيع أن تستغني عن الماء لأيام، وأحيانًا لشهور، كونها تعتمد في الظروف القاسية على أنسجتها لتستخرج منها الماء، مما يجعلها تفقد ربع وزنها، دون أن تتأثر أو تقل قوتها، كما وأنها تملك المخزون الاحتياطي للطاقة «السنام» إذ إنه يخزن فيه ما يعادل خمس وزنه من الشحوم التي تعد مصدرًا للغذاء حين لا يتوفر له الطعام. والجمل ذكي يعرف صاحبه، ويميزه ولا يلين لصاحبه إلا إذا أحسن معاملته، فهذا درس للبشر بأهمية التعامل الحسن مع الغير، ويمتد متوسط عمر الجمل لأكثر من أربعين عامًا. المصادر: -كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، [محمد راتب النابلسي]، - برنامج فسيروا، فهد الكندري.