} اكدت موسكو ونفى الشيشانيون، مقتل نائب الرئيس الشيشاني فاخا ارسانوف في منطقة شاتوي الجبلية حيث تواصلت معارك ضارية للسيطرة على المرتفعات الاستراتيجية، ووعدت القيادة العسكرية الروسية ب"إنجاز" العمليات قريباً، فيما ذكر الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين ان تحرك الشيشانيين كان جزءاً من مخطط ل"متطرفين" هدفهم تقسيم العالم. صرح قائد القوات الروسية في القوقاز فيكتور كازانتسيف امس الثلثاء ان "لحظة الانعطاف حلت" في الحرب الشيشانية، بعد الاستيلاء على غروزني. وقال ان العمليات الاساسية ستجرى لاحقاً في المناطق الجبلية حيث يوجد ما بين 5 و7 آلاف مسلح. وتلا الجنرال الروسي قائمة بأسماء قادة ميدانيين معروفين، قال أنهم قتلوا وبينهم نائب الرئيس فاخا ارسانوف الذي ذكر انه مدفون في شاتوي. ولكنه لم يوضح أين ومتى لقي مصرعه. ولكن مركز "قوقاز" الاعلامي الشيشاني اكد ان ارسانوف زار القائد الميداني الجريح شامل باسايف. واكد ان حالته الصحية "لا تستدعي القلق". ومعروف ان ارسانوف كان انتخب نائباً لأصلان مسخادوف، الا انه أقيل بمرسوم رئاسي بعد خلاف بين الرجلين، جرت تسويته حال اندلاع الحرب. ولم يعرف عن ارسانوف انه شارك في معارك غروزني، ورجح المراقبون انه ومسخادوف غادرا العاصمة للاقامة في مواقع في الجبال الجنوبية التي ترتبط بالمناطق السهلية عبر وادي ارغون ووادي فيدنيو. واكد مركز "قوقاز" ان اشتباكات عنيفة جرت أمس للسيطرة على مرتفع استراتيجي يهيمن على مدخل وادي ارغون. وذكر المركز ان القوات الروسية سيطرت على المرتفع بعد قصف جوي ومدفعي مكثف ولكن الشيشانيين استعادوه بعد ست ساعات. وفي المقابل، ذكر قائد المجموعة الجنوبية للقوات الروسية الجنرال مهرالدين عاشوروف ان وادي ارغون غدا "وكراً للعصاة"، ولكنه اكد ان "أيامهم معدودة" ووعد ب"إبادتهم" قريباً وانجاز العمليات العسكرية. وشرح الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين تصوره للتطورات اللاحقة في حديث مطول مع المعلق التلفزيوني ميخائيل ليونتيف الذي يعد من "الصقور" وكان دعا الى استخدام "كل أنواع الأسلحة" ضد الشيشانيين. وذكر فلاديمير بوتين ان مهمة القوات الروسية تتمثل الآن في "تشتيت العصابات الكبيرة وإبادتها". وبعد تحقيق ذلك يبدأ انسحاب تدريجي للقوات من الشيشان على ان ترابط فرقة كاملة في صورة دائمة هناك. وتوقع بوتين ان "تستمر مظاهر العنف لفترة طويلة" لكنه ذكر انها لن تكون واسعة النطاق. وانتقد الروح "الانهزامية" وما وصفه ب"المبالغة" في الحديث عن الخسائر. واعترف بأن الساسة الغربيين "يقرصون في فهم ما يجري في الشيشان". وزاد ان من مصلحة الغرب ان يدعم موسكو في "مكافحتها للارهاب"، مؤكداً ان تحرك مجموعات شيشانية ضد داغستان كان جزءاً من مخطط وضعه المتطرفون ل"تقسيم العالم" وتغيير الخارطة الجيوسياسية، خصوصاً في مناطق آسيا الوسطى والقوقاز. وتعهد بوتين ب"حماية" بيلاروسيا في حال تعرضها الى عدوان. وذكر ان بلاده مستعدة للدفاع عن حلفائها، وبينهم اسرة الدول المستقلة و"العديد من دول أوروبا" التي تطمح الى عالم متعدد الأقطاب. ورغم تأكيد بوتين والقادة العسكريين ان عملية "تحرير" غروزني انتهت فإن الانباء تحدثت عن وجود ما بين 300 و500 مسلح ما زالوا يقاومون داخلها. وأعلن وزير الداخلية فلاديمير روشايلو ان قواته ستكون المسؤولة عن المدينة بدلاً من وحدات الجيش التي ستنسحب منها. وشكا "المتعاونون" مع موسكو استبعادهم وتجاهلهم بعدما لعبوا دوراً في إرشاد القوات الفيديرالية والقتال الى جانبها. ودعا زعيم "المتعاونين" بيسلان غانتميروف امس الى إصدار تشريع يمنع "السلفية" التي قال انها "أصل البلاء وهي مفروضة من الخارج". ولفت الانتباه اعلان السلطات الروسية امس عن السماح بفتح أبواب مسجدين في بلدة اكتيابرسكيه المجاورة لغروزني، بطلب من وجهاء البلدة. وفي داغستان، حذرت مديرية الأمن العام من ان قادة ميدانيين قد يحاولون مغادرة أراضي روسيا مع قوافل الحجاج التي ستنقل سبعة الاف مسلم من داغستان عبر اذربيجان لأداء المناسك. وفي نيويورك أ ف ب، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاميركية للدفاع عن حقوق الانسان مساء اول من امس القوات الروسية بأنها "اعدمت بشكل تعسفي 22 مدنياً شيشانياً على الاقل معظمهم من النساء والمسنين". وأكدت أنها جمعت في انغوشيا شهادات عدة تتمتع بالمصداقية وتفيد ان مجزرة ارتكبت اخيراً في ستاروبلوميسلوفوسكي إحدى ضواحي العاصمة الشيشانية. وقالت مديرة المنظمة لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى هولي كارتنر ان "الجنود الروس الذين فعلوا ذلك تجاوزوا خطاً رهيباً"، معتبرة انها "ليست عمليات حربية بل جرائم قتل". وطالبت "هيومن رايتس ووتش" بأن "يحاكم الجنود الروس المسؤولون عن هذه الفظائع". ودعت السلطات الروسية الى "وضع حد فوراً لهذه التجاوزات".