يعقد الحزب السوري القومي الاجتماعي اول مؤتمر له بعد توحيد جناحيه المجلس الاعلى والطوارىء في السابع من ايار مايو المقبل وعلى جدول اعماله انتخاب قيادة حزبية جديدة، ومناقشة الانتخابات النيابية ترشحاً وتحالفاً، وبلورة توجه واضح ومحدد من التطورات المستجدة في المنطقة في ضوء المنحى الذي ستؤول اليه العملية السلمية. في معلومات "الحياة" انه سيشارك في المؤتمر زهاء 240 اميناً من مجموع أمناء الحزب البالغ عددهم نحو 268 وان غياب البعض يعود لوجوده في الخارج أو لاسباب صحية وان امناء الحزب سينتخبون اعضاء المجلس الاعلى الذين يقومون بدورهم بانتخاب رئيس جديد للحزب. واستناداً الى المعلومات، فان المؤتمر العام للحزب يتجه الى تحديد عدد اعضاء المجلس الاعلى ب21 عضواً في خطوة تهدف الى استيعاب الجميع ترسيخاً للوحدة الحزبية، علماً ان رئيس الحزب علي قانصو يدير الآن الشؤون الحزبية بالتعاون مع هيئة الطوارىء التي تضم اعضاء المجلس الاعلى الذين سبق لجناحي الحزب قبل توحيده ان انتخبهم وعددهم 32 عضواً يشاركون في تحمل مسؤولياتهم الحزبية باستثناء ثلاثة حالت ظروفهم الصحية دون ممارسة نشاطهم الحزبي. وحسب المعلومات فان اللقاءات التحضيرية للمؤتمر مستمرة، اضافة الى وجود رغبة لدى قيادة الحزب في الانفتاح على الحزبيين الذين لم ينخرطوا في الاطار العام التوحيدي للحزب ولهؤلاء حضور لا بأس به في مدينة صور جنوبلبنان وجوارها. ويفترض ان يتلو رئيس الحزب تقريراً سياسياً يتناول فيه الوضع الراهن على المستويات المحلية والاقليمية والدولية انطلاقاً من تسليط الاضواء على مراجعة الحزب للحقبة السياسية المنصرمة اضافة الى ان لدى الحزب اتجاهاً لتعديل الدستور الحزبي على نحو يسمح باشراك اعضاء مجالس المنفذيات الى جانب أمناء الحزب في انتخاب الرئيس. وفي تقدير مصادر حزبية ان المؤتمرين يحبذون ادخال التعديل المقترح على الدستور، لكن يترك تطبيقه للمؤتمر المقبل. وأكدت المصادر الحزبية ان الحزب تجاوز مشكلته السياسية ولم يعد هناك من تيارات سياسية متعارضة بعدما نجحت دمشق في حض جناحي الحزب على ضرورة توحيده مشيرة الى غياب المنافسة ذات الطابع السياسي. ولفتت الى ان توحيد الموقف السياسي لم يمنع من استمرار صراع النفوذ على قاعدة الانسجام السياسي التام. واشارت الى ان الشأن الانتخابي النيابي سيكون من ابرز النقاط التي سيناقشها المؤتمر، اذ ان عدد المرشحين الحزبيين للانتخابات بلغ حتى الآن 44 مرشحاً مؤكدة ان بحث مسألة الترشح ستنظر فيها القيادة الحزبية الحالية في حال تسارعت الاتصالات لتركيب اللوائح تمهيداً للاعلان عنها والا ستترك للقيادة الحزبية الجديدة المنتخبة. وفي هذا السياق، قالت المصادر الحزبية ان القيادة الجديدة ستحاول هذه المرة تفادي وقوع مرشحي الحزب في نزاع على الترشح اسوة بما حصل في انتخابات العام 1996 في محافظة الشمال اذ ان الانقسام بين قياداته كان وراء رسوب جميع مرشحيه في أقضية عكار والكورة والضنية. وكشفت النقاب بأن لدى الحزب مرشحين دائمين يأتي في مقدمهم النواب اسعد حردان الجنوب ومروان فارس بعلبك - الهرمل وغسان الاشقر المتن الشمالي وغسان مطر بيروت وانطوان حتي عاليه - بعبدا اضافة الى المرشحين انطوان خليل عاليه - بعبدا وحسن عزالدين وعبدالناصر رعد عكار - الضنية - بشري وسليم سعاده الكورة - البترون - المنية - طرابلس. وقالت ان الحزب بدأ اتصالاته ويحاول الآن ضمان خوض مرشحين للانتخابات على اللوائح الرئيسية في كل الدوائر الانتخابية وهو يدرك ان هناك صعوبات ستواجه بعض مرشحيه. ويبقى السؤال هل ينجح الحزب القومي في أول مؤتمر له بعد توحيده في التغلب على الصعوبات الداخية في محاولة للخروج الى العلن بلائحة تضم اسماء مرشحيه من دون ان يترتب على ذلك مضاعفات حزبية على غرار ما حصل في الشمال في الانتخابات الاخيرة.