تابعت "الحياة" أمس، عملية الانتخابات في جمهورية صربيا، ورصدت سيرها في العديد من مراكز الاقتراع في بلغراد. وبدا اقبال الناخبين على التصويت متدنياً، قياساً بانتخابات أيلول سبتمبر الماضي، لكنها بدت نزيهة الى حد كبير، ولو لازمتها مشاكل متفرقة خارج العاصمة. لاحظت "الحياة" ان التصويت في بلغراد، كان ضئيلاً حتى ظهر أمس، واقتصر على كبار السن، الا انه نشط بعض الشيء لاحقاً، باقبال الشباب على مراكز الاقتراع. لكن نسبة مشاركة الناخبين، بحسب المعلومات التي توافرت، لم تتجاوز ال 55 في المئة. وساد اعتقاد بأن قلة اقبال الشباب على التصويت، يلحق ضرراً ب"الحركة الديموقراطية الصربية" التي تعتبرهم العنصر الأساسي الذي تعتمد عليه. وبحسب معلومات "المركز الاعلامي للجنة الانتخابية" في بلغراد، فإن الاقبال على التصويت كان أفضل في مدن صربيا والارياف، على رغم المشاكل الناجمة عن البرد الشديد، ورفض العاملين في عدد من المراكز الانتخابية، خصوصاً في منطقة مدينة "سميديريفو" 50 كلم شرقي بلغراد البقاء فيها، كونها خلت من التدفئة. وأدلى زعماء الفئات السياسية المتنافسة بأصواتهم في المناطق التي يقيمون بها، اذ صوّت الرئيس فويسلاف كوشتونيتسا برفقة زوجته زوريتسا رادوفيتش في بلدية "المدينة القديمة" في بلغراد. وقال للصحافيين ان "التحديات التي تواجه الحركة الديموقراطية الصربية كثيرة". وشدد على "وجوب العمل السريع لحل المشكلات التي يعاني المواطنون منها، اقتصادياً واجتماعياً وحياتياً". أما الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش فأدلى بصوته مع زوجته ميرا ماركوفيتش زعيمة حزب اليسار، في مركز بضاحية ديدنيا الراقية التي لا يزالان يقيمان فيها في المنزل نفسه الذي كان يشغله خلال رئاسته وهو الرقم 33- شارع تولستوييفا تولستوي. وأعرب ميلوشيفيتش الذي يقود لائحة حزبه "الاشتراكي الصربي" عن أمله بأن يحقق الحزب نتائج جيدة "تثبت انه لا يزال قوياً على الساحة الصربية على رغم المؤامرات التي تعرض لها". ومعلوم ان التوقعات تشير الى ان الحزب الاشتراكي سيحصل على حوالى 35 مقعداً في البرلمان الجديد، وهو عدد يقل كثيراً عن رصيده في البرلمان السابق 90 مقعداً. لكن النتيجة ستجعل ميلوشيفيتش في حصانة من اي ملاحقة قضائية نتيجة عضويته في البرلمان، كما ان زوجته ميرا حصلت على هذه الحصانة في انتخابات أيلول سبتمبر الماضي بفوزها بمقعد في البرلمان الاتحادي اليوغوسلافي. ويكاد يكون مؤكداً ان "الحركة الديموقراطية الصربية" المتكونة من 18 حزباً ستفوز بما لا يقل عن نصف مقاعد البرلمان، لكن حفاظها على هذا النصر سيبقى منوطاً بمدى استمرار وحدتها، اذ ان انقساماتها الحالية، وصعوبة ارضاء كل اطرافها بالمناصب، "تشير الى قرب تفككها"، خصوصاً وان تجمع أطرافها المتباينة الأهداف، حصل أصلاً من اجل اسقاط ميلوشيفيتش. وبسبب الوضع الصربي الخاص، حظيت هذه الانتخابات باهتمام دولي كبير، فاضافة الى انتشار 335 مراقباً من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في انحاء صربيا، شارك ممثلو 110 دول في التأكد من حرية التصويت في المراكز الانتخابية، كما ان سجلات "المركز الاعلامي للجنة الانتخابية" اشارت الى أن 1207 صحافياً محلياً وأجنبياً تابعوا هذه الانتخابات. وأفاد ممثل منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في بلغراد ادريان سيغيرين انه "لوحظت نواقص في المراكز الانتخابية في العاصمة وخارجها، ولكنها ليست بالقدر الذي يؤثر على نزاهة الانتخابات ونتيجتها". حرب كوسوفو وجرت الانتخابات في شكل جيد في مناطق التجمعات الصربية في كوسوفو، على رغم تجاوزات حصلت في الشطر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا شمال غربي الاقليم لكن الألبان قاطعوها بصورة جماعية. وفي بلغراد، لم تقع مشكلات معرقلة لسير العملية الانتخابية، كما لم يبلغ عن وقوع حوادث خارج العاصمة، باستثناء مناوشات محدودة متفرقة في المناطق الريفية بين مؤيدي "الحركة الديموقراطية الصربية" من جهة، وأنصار "الحزب الراديكالي الصربي" من جهة أخرى. وأعلن رئيس المركز الاعلامي للجنة الانتخابية العليا زوران تشوميتش ان نتائج أولية ستظهر خلال اليوم الأحد، لكن النتائج الرسمية النهائية لن تعلن قبل الأربعاء المقبل.