أكدت الانتخابات البرلمانية المبكرة في صربيا ظهورا جديدا للقوميين اليمينيين لكنها أتاحت فرصة أخرى لما يسمى الاحزاب الديمقراطية للتغلب على خلافاتها الداخلية والاحتفاظ بالسلطة، اذ تشير النتائج النهائية غير الرسمية لمركز الانتخابات الديمقراطية الحرة إلى أن الحزب الراديكالي الصربي اليميني حصل على 82 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 250. وقد جاء هذا التقدم بعد ثلاثة أعوام من الاطاحة بالحزب من السلطة جنبا إلى جنب مع الحزب الاشتراكي الذي كان يتزعمه الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفتيش. كما اشارت النتائج الى انه لم يتأهل إلا خمسة أحزاب وائتلافات أخرى من بينها حزب ميلوسيفيتش لدخول المجلس التشريعي بحصولها على نسبة 5 في المئة على الاقل من أصوات الناخبين،كما فاز أعضاء حزب ميلوسيفيتش ب 21 مقعدا ، مما يعني ان الحزب الراديكالي الصربي سيحتاج لشريك آخر للحصول على أغلبية 126 مقعدا في البرلمان. وكانت الاحزاب الباقية المؤهلة لدخول المجلس التشريعي جميعها معارضة لنظام ميلوسيفيتش الذي كان لحزبه الاشتراكي عدد محدود من المقاعد فيه. من جانبه حصل الحزب الديمقراطي الصربي بزعامة فويوسلاف كوستنيتشا على 53 مقعدا ، بينما حصل الحزب الديمقراطي بزعامة رئيس الوزراء المؤقت زوران زيفكوفيتش على 37 وحزب جي 17 على 34. وشاركت هذه الاحزاب الثلاثة في ائتلاف المعارضة الديمقراطية الصربية الواسع الذي أطاح بنظام ميلوسيفيتش عام 2000، أما التحالف الذي تقوده حركة التجديد الصربية الذي كان في وقت من الاوقات أكبر قوة معارضة لميلوسفيتش ولم يكن ضمن ائتلاف المعارضة الديمقراطية الصربية فحصل على 23 مقعدا وذلك حسب النتائج غير الرسمية. وستسمح النتائج للاحزاب الاربعة المعارضة لميلوسيفيتش بتشكيل ائتلاف رباعي يتضمن أغلبية 147 مقعدا مقابل 101، بيد أن ائتلاف المعارضة الديمقراطية الصربية معقد حيث يدار بإجماع الاحزاب. وعقب إعلان النتيجة قال مسئولو الحزب الديمقراطي الصربي والحزب الديمقراطي وحزب (جي 17) ومسئولو حركة التجديد الصربي إنهم لن يشاركوا الحزب الراديكالي الصربي في الائتلاف الحكومي. ومن الجدير بالذكر انه يتعين على ما يسمى الكتلة الديمقراطية تسوية الخلافات التي سادت العلاقات بين أحزابها حتى قبل تصدع ائتلاف المعارضة الديمقراطية والذي زاد بشدة خلال الحملة الانتخابية. وكان كوستنيتشا الذي يحظى الآن بفرصة وبمسئولية لقيادة حكومة قال في وقت سابق: إن الحزب الراديكالي الصربي لم يكن خيارا لحزبه لكنه قال أيضا نفس الكلام عن الحزب الديمقراطي الذي اتهمه بإدارة حكومة فاسدة. وربما تدفع الضغوط الداخلية والخارجية لتشكيل حكومة مقبولة لاوروبا ومخاوف من أن يؤدي تكرار التصويت لنتيجة غير مؤكدة بدرجة أكبر هذه الاحزاب إلى تشكيل تحالف جديد. المحلل السياسي الصربي البارز فلاديمير جواتي اكد في مؤتمر صحفي على ان البديل لهذه الحكومة هي انتخابات جديدة وهي عادة ما تؤدي لراديكالية أكبر، وسيكون منطقيا أن تشكل هذه الاحزاب الاربع ائتلافا.