دعي الناخبون في كوسوفو إلى الإدلاء بأصواتهم اليوم الأحد، في اقتراع تشريعي يشكل إختباراً لرئيس الوزراء المنتهية ولايته هاشم تاتشي ومن أبرز رهاناته مشاركة الأقلية الصربية للتأثير الحاسم الذي تمثله مشاركتها في التقارب بين بريشتينا والإتحاد الأوروبي. ويبدو موقف زعيم المقاتلين الإنفصاليين السابق الذي انتقل إلى العمل السياسي، نتيجة الوضع الإقتصادي السيء ونسبة البطالة التي تطال 35 في المائة من سكان كوسوفو البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة، وهي النسبة نفسها التي سجلت في نهاية العام 2007 عندما تولى رئاسة الحكومة لولاية أولى. وشدّد تاتشي أخيراً على أهمية موقع كوسوفو في طريق التقارب مع الإتحاد الأوروبي عبر العمل على إبرام إتفاق تاريخي يهدف إلى تحسين العلاقات مع صربيا برعاية المفوضية الأوروبية في نيسان (أبريل) 2013، ولكن بلغراد ما زالت ترفض الاعتراف باستقلال كوسوفو الذي أعلنته الغالبية الألبانية من جانب واحد، علماً أن مشاركة الأقلية الصربية في الإقتراع أساسية لتقارب بريشتينا والإتحاد الأوروبي. ويتوجه الصرب البالغ عددهم نحو ثمانين ألفاً ويعيشون في جيوب متفرقة وسط غالبية البانية، إلى مراكز الإقتراع كما حدث في الإنتخابات السابقة. لكن في شمال كوسوفو، المنطقة المحاذية لصربيا، حيث يشكل نحو أربعين ألف صربي غالبية السكان ولا سلطة لبريشتينا عملياً، تبدو مشاركتهم للمرة الأولى غير مؤكدة. وخصصت عشرة مقاعد للصرب في برلمان كوسوفو الذي يضم 120 مقعداً. ودعت حكومة بلغراد التي بدأت في كانون الثاني (يناير) مفاوضات الإنضمام الى الإتحاد الأوروبي، الصرب الى التصويت، قائلةً في بيان إن "المشاركة في الانتخابات واجب على كل مواطن صربي يعيش في كوسوفو". ولكن عشية الإنتخابات، بدا الصرب في شمال كوسوفو مترددين. وقال رجل القانون دراغان ماكسيموفيتش الذي يقيم في الشطر الصربي من مدينة كوسوفسكا ميتروفيتسا "لن أذهب الى التصويت"، مضيفاً "لا أحب الطريقة التي تعاملنا بها بلغراد. إنهم يحاولون إقناعنا بأنهم يعرفون ما هو الأفضل لنا"، مشيراً الى أن "وجود نواب في برلمان كوسوفو لا يعني شيئاً لي وهم لن يهتموا بمشاكلنا". وفي غياب إستطلاعات للرأي جديرة بالثقة، يقول المحللون إن الحزبين اللذين يرجح فوزهما في الإنتخابات هما الحزب الديموقراطي لكوسوفو الذي يقوده تاتشي والرابطة الديموقراطية لكوسوفو أكبر أحزاب المعارضة بقيادة عيسى مصطفى. ويبقى الفساد المستشري والجريمة المنظمة، التحديين الرئيسيين أياً كانت السلطة التنفيذية الجديدة. وقال المحلل لافديم حميدي إن تاتشي "يحاول النأي بنفسه عن مرحلة حكمه الماضية عندما بلغ الفساد أوجه". وفي البرلمان المنتهية ولايته، يشغل حزب تاتشي 32 من أصل 120 مقعداً وكان يحكم بدعم الأقليات وتشكيلات صغيرة عدة. وفي كوسوفو أحد أفقر بلدان أوروبا، يعيش 47 في المائة من السكان تحت خط الفقر بدخل مقداره حوالي ثمانين يورو شهرياً، بينما يبلغ متوسط الأجور شهرياً 350 يورو.