} هددت الحركة الديموقراطية الصربية بتنظيم احتجاجات جديدة، اذا لم يتخل مؤيدو الرئىس المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش عن وضع العراقيل امام تشكيل حكومة انتقالية. وفي غضون ذلك اعلن زعماء سياسيون ألبان ان حرباً اخرى ستندلع اذا حاولت القوات العسكرية اليوغوسلافية العودة الى كوسوفو. اعلن الزعيم الصربي زوران جينجيتش رئىس الحزب الديموقراطي المتحالف مع الرئيس اليوغوسلافي الجديد فويسلاف كوشتونيتسا ان انصار الحركة الديموقراطية قرروا دعوة المواطنين الى تنظيم تظاهرات وتجمعات في انحاء البلاد، والرد بغضب لارغام انصار سلوبودان ميلوشيفيتش على التراجع والتسليم بالامر الواقع. وقال ان التحرك سيحصل اذا لم يتم التوصل الى اتفاق بحلول اليوم الجمعة "على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في صربيا، غالبية اعضائها من الخبراء" التكنوقراط. وأوضح ان شروط الحركة الديموقراطية تتركز حول امرين: الاول، ان يختار الحزب الاشتراكي رئىساً جديداً للحكومة التي ستتولى السلطة حتى اجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في 17 كانون الاول ديسمبر المقبل، على ان يمتاز الاخير بالقدرة على معالجة المشكلات الاقتصادية. وثانياً، ان تكون وزارات الداخلية والعدل والمالية والاعلام تحت اشراف لجنة مشتركة من كل الاحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي الجديد. ومعلوم ان "الحزب الاشتراكي الصربي" بزعامة ميلوشيفيتش وحليفه "حزب اليسار اليوغوسلافي الموحد" بقيادة زوجته ميرا ماركوفيتش، يسيطران على 110 مقاعد في البرلمان المتكون من 150 نائباً، وينبغي ان يتفقا، احدهما او كلاهما، مع الحركة الديموقراطية لتشكيل حكومة جديدة، او ان تتجمع الاخيرة بكل فصائلها في حكومة ائتلافية لتتمكن من تكوين حكومة من دون الاشتراكيين واليساريين. لكن "الحزب الراديكالي الصربي" المحسوب على الحركة الديموقراطية، لا يزال متردداً في الانضمام الى اي حكومة جديدة او التصويت الى جانبها في البرلمان. وفي غضون ذلك، تفاقم الانشقاق داخل "الحزب الاشتراكي الصربي" في اعقاب هزيمته الاخيرة في انتخابات رئاسة الاتحاد اليوغوسلافي وقدمت الامينة العامة للحزب غوريتسا غاييفيتش استقالتها من منصبها، بعدما كان زوران ليليتش رئىس الاتحاد اليوغوسلافي السابق قبل ميلوشيفيتش طلب اعفاءه من منصب نائب رئىس الحزب، وحضر حفل تنصيب كوشتونيتسا رئىساً جديداً ليوغوسلافيا مساء السبت الماضي. وأكد بيان للحزب هاتين الاستقالتين، مشيراً الى انه تم اختيار ميلان ميلوتينوفيتش رئىس صربيا نائباً لرئىس الحزب، وتعيين زوران انجيلكوفيتش اميناً عاماً له. ويذكر ان ميلوشيفيتش لا يزال يعتبر رئىساً للحزب الاشتراكي الذي لم يحضر اجتماعاته الاخيرة، كما انه لا يعرف مكان وجوده حالياً. وأفادت مصادر الحزب الاشتراكي، في تصريحات صحافية امس، ان قيادة الحزب، كانت تسلمت رسائل من لجانها الفرعية وأعضاء الحزب "طالبت باستقالة ميلوشيفيتش من رئاسة الحزب، بسبب اخطائه الجسيمة التي ارتكبها وادت الى هزيمته في انتخابات الرئاسة، إضافة الى مسؤوليته الشخصية في التسبب بالمواجهات التي كادت تؤدي الى حرب اهلية". وأكدت هذه المصادر ان الحزب سيعقد مؤتمراً استثنائياً في 25 الشهر المقبل، قبل الانتخابات البرلمانية المبكرة "لاعادة التضامن الى صفوفه وتعزيز مكانته الشعبية". وأعلن البيان الذي صدر عن الحزب الاشتراكي، انه سيخوض الانتخابات التشريعية المقبلة في صربيا، بصورة منفردة، من دون التحالف مع "حزب اليسار اليوغوسلافي الموحد". كوسوفو وفي بريشتينا، اعلن زعماء سياسيون ألبان في تصريحات صحافية، ان "جمهورية كوسوفو" مستعدة لحرب جديدة ضد بلغراد "في حال عودة القوات اليوغوسلافية الى اراضي الجمهورية". وأفاد زعيم "حزب الوسط الليبرالي في كوسوفو" نعيم ماليوكو القائد السابق لفصائل جيش تحرير كوسوفو في شمال الاقليم ان ما صرح به قادة يوغوسلاف حول عودة قواتهم العسكرية الى كوسوفو قبل نهاية العام الجاري "لا يمكن ان تتحقق لهم اطلاقاً". وقال: "اننا سنعرف كيف نتصرف مع هذه القوات، لأنه اذا ظن احد ان جيش تحرير كوسوفو مات، فإنه على خطأ جسيم". والى ذلك، اعلن راموش هاجاني، رئىس "حزب التحالف من اجل تحرير كوسوفو" والقائد السابق في جيش تحرير كوسوفو، انه في حال خططت القوات العسكرية اليوغوسلافية، لعبور الحدود "والمجيء عندنا" فإنها تكون "شنت عدواناً جديداً وسنقاومها بشكل لم تألفه من قبل". وكان جينجيتش أفاد ان وحدات من الجيش والشرطة الصربية واليوغوسلافية، ستعود الى كوسوفو قبل نهاية العام الجاري. وعلى الصعيد الدولي، أجرى جيمس اوبراين، المستشار الخاص للرئيس الاميركي محادثات امس مع القيادة اليوغوسلافية الجديدة لاعادة عمل سفارة الولاياتالمتحدة في بلغراد والتي سيتولاها الديبلوماسي الاميركي وليام مونتغمري الذي كان وصل بلغراد قبل ذلك. كما وصل بلغراد امس رئىس الوزراء الايطالي جوليانو اماتو واجرى محادثات مع كوشتونيتسا.