سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يريدون انتشارها في الأراضي التي احتلت عام 1967 وبيلين اعتبر فكرتها "غبية". الفلسطينيون يفتحون في مجلس الأمن باب مناقشة تفاصيل مشروع قوة المراقبة الدولية تجنباً للفيتو الاميركي
} أفسح الطرف الفلسطيني في المجال ل"نقاش مفتوح" لتفاصيل مشروع قرار طرح رسمياً في مجلس الأمن يدعو الى انشاء قوة مراقبة دولية من الفي عنصر مراقبين غير مسلحين لإرسالها الى الأراضي الفلسطينية، فيما لم يوصد الطرف الاسرائيلي الباب كلياً في وجه الفكرة على رغم وصفه اياها بأنها "غبية". تقرر في مجلس الأمن عدم عرض مشروع القرار للتصويت قبل الاسبوع المقبل، فيما بدأ التحرك لاستكشاف آفاق تعديل تفاصيله ليضمن اكبر عدد من الاصوات ولإقناع الولاياتالمتحدة بعدم ممارسة حق النقض مما يمنع المجلس من تبنيه. فيما شدد وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين، في اعقاب اجتماعه بالامين العام للامم المتحدة كوفي انان على ضرورة تجنب الاجراءات "الانتقالية" أو "الموقتة" مثل قوة المراقبة الدولية معتبراً ان العلاقة الفلسطينية - الاسرائيلية ليست في حاجة الى "وسيط"، قال مندوب فلسطين لدى الاممالمتحدة الدكتور ناصر القدوة: "إننا في حاجة لطرف ثالث لكي يساعد على عودة الامور الى الو ضع الطبيعي، وبالتالي امكانية التوصل الى حل سياسي معقول". وشدد القدوة على ضرورة توفير "الحد الأدنى" من الظروف العادية، معتبراً قوة المراقبة الدولية وسيلة ضرورية لتحقيق ذلك الهدف. لكنه اكد الاستعداد "للأخذ والعطاء" في تفاصيل مشروع القرار الذي تبنت تقديمه رسمياً الدول غير المنحازة، وتقوم تونس، العضو العربي الوحيد في المجلس، بجهد مميز لضمان اكبر دعم له. وقال القدوة ان الوفد الفلسطيني يتمسك "بجوهر الفكرة، اي تشكيل قوة مراقبين تابعة للامم المتحدة يتم نشرها في كافة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، اما العدد وتركيبة القوة ومهماتها التفصيلية فإنها خاضعة للنقاش". ومن جهته، اعتبر بيلين انتشار قوة مراقبين خطوة "انتقالية" من شأنها تحويل الانظار عن الهدف النهائي، أي تحقيق السلام، "إذا ما اثبت الطرفان الشجاعة وعادا الى طاولة المفاوضات لاستكمال العمل" من اجل سلام دائم. وشدد على أولوية الالتزام بتنفيذ تفاهمات قمة شرم الشيخ الداعية الى وقف العنف وايفاد لجنة "تقصي الحقائق" وايجاد وسيلة لاستئناف العملية السياسية، وقال: "اننا جاهزون للالتزام بها وتنفيذها". ورغم وصفه فكرة ايفاد قوة مراقبة دولية بأنها "انتقالية"، وغير ضرورية، و"تحويل للانظار"، و"مضيعة للوقت" و"مسألة غبية"، و"فكرة أكرهها" رفض بيلين اعلان هل ترفضها الحكومة الاسرائيلية رفضاً قاطعاً أو ان كانت مستعدة للموافقة عليها ضمن شروط وظروف معينة. ولدى استجوابه عند لقائه الصحافة ان كان الرد الاسرائيلي نعم أو لا، قال بيلين: "مع الاحترام الكامل، لا أريد ان أكون موضع استجواب هنا". وشدد بيلين على ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو الشريك لاسرائيل في صنع السلام، وقال: "لست في حاجة لقوة دولية بيني وبين أبو مازن... لست في حاجة لقوة دولية بيني وبين أبو علاء... ولا بيني وبين ياسر عرفات... فشريكنا هو ياسر عرفات، ان أعجبنا الأمر أم لم يعجبنا... ولسنا في حاجة الى وسيط بيننا". وزاد: "قد نكون في حاجة الى وسطاء بيننا وبين السوريين. ذلك انني لا أملك رقم هاتف أي سوري قد يتفاوض معي أو قد لا يتفاوض. ولكن لدي جميع أرقام هواتف الفلسطينيين الذين اتحاور معهم". وكان الرئيس عرفات بعث ببرقية الى "اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف"، والتي يرأسها السفير ايبرا نيجوين كا وتشرف على الاجتماع الرسمي في "يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني". وعبر عرفات عن التقدير ل"ادانة" العالم للعدوان الاسرائىلي ومطالبته "بوقف الاعمال القمعية"، لكنه قال: "ان المطلوب الآن هو ابداء المزيد من التضامن" وطالب باجراءات توفير الحماية، وقال: "نؤمن ان الشكل الصحيح لتحقيق هذا الهدف هو تشكيل قوة مراقبين تابعة للامم المتحدة على ان تنتشر في كل الاماكن التي احتلتها اسرائيل منذ عام 1967". واعتبر ان انجاز هذه الخطوات "سيساهم بلا شك في وقف الحملة الاسرائيلية ضد شعبنا، وهو ما سيقود الى عودة الهدوء الى الأرض الفلسطينيةالمحتلة، بما في ذلك القدس، والى المنطقة بشكل عام". وتابع: "عندها سيكون ممكناً، اذا ما توافرت الارادة السياسية اللازمة لدى الجانب الاسرائيلي، ان يتم استئناف عملية السلام والتوصل الى اتفاق نهائي بين الجانبين". واكد عرفات: "اننا ما زلنا ملتزمين بعملية السلام وبالسعي لمثل هذا الاتفاق شرىطة الالتزام بأساس هذه العملية، اي بقراري مجلس الأمن 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام، وشريطة انجاز حقوق شعبنا الفلسطيني، بما في ذلك اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وخاطب الأمين العام كوفي انان الاجتماع الخاص مشدداً على "التعهد بالمضي في السعي بكل الوسائل المتاحة الى تحقيق حل سلمي "عادل ومتوازن" للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. واشار انان الى "مسألة يعتبرها الفلسطينيون وكثير غيرهم السبب الرئيسي للأزمة الراهنة، واعني استمرار مصادرة وتدمير الاملاك الفلسطينية وبناء وتوسيع المستوطنات والطرق في الأراضي المحتلة". وقال: "ان هذه اجراءات تعقد جدياً المحادثات بين الأطراف في شأن المسائل ذات العلاقة بالوضع النهائي". كما اشار انان الى "لجنة تقصي الحقائق" المنبثقة من قمة شرم الشيخ والتي يترأسها السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل والتي ستتوجه الى المنطقة من 11 الى 14 الشهر الجاري. وناشد تنفيذ جميع تفاهمات قمة شرم الشيخ وتعهد بتوفير كل دعم ومساعدة للشعب الفلسطيني. وبحث الأمين العام اثناء اجتماعه مع بيلين ليل أول من امس الامور المتعلقة بسورية ولبنان و"حزب الله"، وقال بيلين ان الاجتماع "تناول بجدية كبيرة موضوع لبنان والصدامات ومزارع شبعا وسبل وضع نهاية لهذه المشكلة"، واكد انه بحث ايضاً في مسألة "الجنود الاسرائيليين المختطفين بهدف الحصول على معلومات عنهم عبر الاممالمتحدة". وزاد: "بحثت مع الامين العام دوره في عملية السلام للشرق الأوسط. واكدت له تقديرنا له، كما تقدير العرب له كما أظن، واعتقد ان من المهم ان يستخدم رجل مثل السيد كوفي انان وضعه المميز، لكونه موضع محبة وتقدير من الطرفين، كي يساعدنا على حل المشاكل بيننا". واضاف: "على رغم ما يبدو ظاهرياً من ان الأمر معقد وبعيد المنال، فإنني أرى انه لا يزال في المتناول".