عقد الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ أمس، للمرة الثالثة خلال اسبوع اجتماعاً ضم رؤساء مجالس الشعب والشورى ووزراء الدفاع والإعلام والخارجية والداخلية والسياحة والمستشار السياسي للرئيس،ركز على مناقشة جدول أعمال قمة شرم الشيخ التي تعقد اليوم. وعشية القمة، التقى مبارك الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، وحدد أهدافاً للقمة هي سحب إسرائيل قواتها من المدن الفلسطينية وفك الحصار عنها و"نزع فتيل الأزمة". أكملت مصر استعداداتها لعقد قمة شرم الشيخ بعد ظهر اليوم، وأبلغت موافقة الرئيس الاميركي بيل كلينتون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والمفوض للسياسة الخارجية الأوروبي خافيير سولانا، والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على حضور القمة. وكان مبارك ناقش أمس في منتجع شرم الشيخ مع أنان ترتيبات عقد القمة، وصرح وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى بأنهما أكدا أهمية نجاح القمة. ووصف موسى الوضع بأنه "خطير جداً وما زال متوتراً في الأراضي المحتلة"، وقال إن مبارك شدد على انسحاب القوات الإسرائيلية من المدن الفلسطينية وفك الحصار المفروض عليها ونزع فتيل الأزمة، مشيراً الى أن هذه هي الأهداف الرئيسية لقمة شرم الشيخ، مؤكداً أنها "أمر حتمي لنجاح القمة". ونفى أنان أن يكون مجلس الأمن تقاعس عن أداء دوره، مشيراً إلى القرار 1233 الذي "لا يغفل التطورات على أرض الواقع". وأعرب عن ارتياحه لانعقاد القمة اليوم، فيما أشار موسى إلى "الغضب في الشارع العربي بسبب ما يحدث للشعب الفلسطيني". وتابع: "كلنا غاضبون، وعندما دعونا إلى عقد قمة شرم الشيخ كان لدينا هدف واحد هو العودة إلى الوضع الطبيعي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي". ووصف دخول الجيش مناطق فلسطينية، بأنه "انتهاك صارخ للاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال السنوات الماضية في إطار عملية السلام"، واستدرك ان "الأعمال الإسرائيلية تهدد الاستقرار في المنطقة وفرص السلام العادل والدائم، وترجئ عملية السلام". وعلق أنان مشدداً على ضرورة "احتواء الأزمة ووقف أعمال العنف وجمع الأطراف إلى طاولة الحوار"، معرباً عن اقتناعه بأن "الأزمة لا تقتصر على الأراضي الفلسطينية وإسرائيل بل تهدد المنطقة بأسرها وتمتد الى خارجها". وأشار إلى التظاهرات في اندونيسيا والولايات المتحدة، وقال إنها "تهدد الوضع الاقتصادي العالمي، إذ وصلت أسعار النفط إلى أعلى معدل منذ عشر سنين، وهذا يؤثر على كل دول العالم، الفقيرة والغنية". ووصف ذلك بأنه "أزمة خطيرة"، موضحاً أنه لهذا السبب أمضى وقتاً طويلاً في العمل مع مبارك وكلينتون لعقد قمة شرم الشيخ و"السيطرة على الوضع ووقف عمليات القتل". وقال الأمين العام: "رأيت كثيرين من الأبرياء وأعداداً كبيرة من المدنيين يموتون، لذلك أمضيت أسبوعاً في المنطقة أتجول، ورأيت مظاهر الفزع في عيون المواطنين". إلى ذلك اجتمع موسى في شرم الشيخ أمس مع كل من وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث والسفير الأميركي دانيال كيرتزر. وقال إن الهدف هو "الإعداد الجيد لقمة شرم الشيخ".