نيويورك، واشنطن - رويترز، أ ف ب - شدد الرئيس الاميركي بيل كلينتون مجدداً على ضرورة حصول "تخفيف كبير في حدة" العنف قبل ان يتمكن الفلسطينيون والاسرائيليون من استئناف مفاوضات السلام. وفي غضون ذلك صرح جورج ميتشل عضو مجلس الشيوخ الاميركي السابق انه يتوقع ان تبدأ مهمة تقصي الحقائق التي سيقوم بها في الشرق الاوسط قريباً ولكنه لم يوضح ما اذا كان يقبل باقتراح الأممالمتحدة ضم خبراء من الشرطة والقوات المسلحة. وقال ميتشل للصحافيين بعد اجتماعه مع الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان في نيويورك: "سنطلب المشورة والتوصيات من اكبر مجموعة ممكنة من المصادر، ولكننا سنعمل بشكل مستقل ونأمل بالمضي قدماً بسرعة جداً". وتقرر تشكيل لجنة تقصي الحقائق خلال اجتماع قمة عقد في منتجع شرم الشيخ المصري في 17 تشرين الاول اكتوبر الماضي. وتهدف هذه اللجنة الي التحقيق في اعمال العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي بدأت في 28 ايلول سبتمبر وقتل خلالها أكثر من 240 شخصاً غالبيتهم الساحقة من الفلسطينيين. وجاء الاجتماع الذي تمت الدعوة اليه على عجل مع ميتشل في مقر انان بعد اقتراح الامين العام على مجلس الامن الدولي الجمعة الماضي ان تضم لجنة ميتشيل في فريقها الفني 30 أو 40 مراقباً عسكرياً أو شرطياً. وقال بعض الديبلوماسيين ان هذه ربما تكون اسرع وسيلة للمساعدة في وقف اراقة الدماء واستبعاد حاجة الفلسطينيين لقوة مراقبين منفصلة تابعة للأمم المتحدة مثلما اقترح الفلسطينيون. في الوقت نفسه طلب مجلس الامن من أنان التحدث مع الاسرائيليين والفلسطينيين بشأن ارسال بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة من نوع ما. ورفضت اسرائيل حتى الآن أي نوع من مهام الأممالمتحدة أو قوة عسكرية غير مسلحة. وقال انان في رد على اسئلة ان تفويضه من مجلس الامن "منفصل تماماً عما سيفعله السناتور ميتشيل وفريقه، ومن ثم فانني سأواصل التعرف على آراء الطرفين في ما يتعلق بكيفية المضي قدماً بشأن اقتراح كيفية نشر المراقبين". وعن ضم عسكريين وافراد من الشرطة في فريق ميتشل قال انان: "هذا شيء يتعين على السناتور وفريقه دراسته بشكل تفصيلي". وأعرب أيضاً أنان وأعضاء مجلس الامن الدولي الجمعة عن قلقهم ان مهمة ميتشل لتقصي الحقائق التي ستجتمع للمرة الأولئ في 26 تشرين الثاني نوفمبر تتحرك ببطء شديد. واشار بعض السفراء الى ان الولاياتالمتحدة تشعر بقلق بشأن اعتراضات المتشددين الاسرائيليين. وسئل ميتشل عن مثل هذه الشكاوى فقال: "اننا نمضي قدماً بشكل فوري وهذه اول مرة اسمع فيها عن هذا القلق". واضاف ان بياناً سيصدر قريباً. وبالاضافة الى ميتشل رئيساً، تضم اللجنة التي تنظمها الولاياتالمتحدة وارن رودمان عضو مجلس الشيوخ السابق والرئيس التركي السابق سليمان ديميريل ومسوءول السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ووزير خارجية النروج ثوربيورن ياغلاند. وطلب اعضاء مجلس الامن الذين تحركوا بناء على اقتراح من فرنسا الجمعة من انان ان "يدرس امكان وجود مراقبين تابعين للأمم المتحدة في الاراضي الفلسطينية وتحديد الشكليات المقبولة".لكن انان قال إنه لن يباشر هذه المهمة الا اذا استطاع ان يبحث مع الاسرائيليين والفلسطينيين شكل مجموعة المراقبة بدلا من التمسك بأي شكل معين. وأيدت الولاياتالمتحدة اوثق حلفاء اسرائيل طلب المجلس نشر بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة شريطة موافقة اسرائيل. وقدم المجلس طلبه الى انان في الوقت الذي وزع فيه الفلسطينيون مشروع قرار يدعو إلى نشر قوة متحركة تابعة للأمم المتحدة تضم الفي فرد لحماية المدنيين الذين تحاصرهم أسوأ أعمال عنف في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عقود. ومن غير المتوقع ان يتحرك اعضاء مجلس الامن قبل ان يتحدث عنان مع كل الاطراف المعنية. من جهة اخرى، قال الرئيس الاميركي بيل كلينتون في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" عن استمرار الاشتباكات الفلسطينية-الاسرائيلية اجريت معه في مدينة هوشي منه فيتنام: "ليس من الضروري وقف جميع اعمال العنف ولكن يجب حصول تخفيف كبير في حدة العنف قبل ان يتمكن الطرفان من اجراء مفاوضات جديدة واتخاذ قرارات جديدة يمكن ان تشكل اتفاق سلام".