حاولت اسرائيل التقليل من أثر حدة المواجهات التي حصلت أمس في الضفة الغربيةوغزة، وأعلن رئيس الوزراء رداً على دعوة اعضاء في حكومته انه لن ينجر الى "مغامرة عسكرية خطرة على أمن اسرائيل". راجع ص 4 لكن على رغم هذا الاعلان أغلق الجيش الاسرائيلي مدينتي رام الله وطولكرم، وأعاد مدرعاته الى معبر المنطار في غزة. واحتل جزءاً جديداً من القطاع، وقصفت دباباته الفلسطينيين في بيت لحم. وبدا واضحاً أن تل أبيب تنفذ خطة جديدة في تطويق المدن والقرى الفلسطينية، من دون أن تورط جنودها في مواجهات مباشرة مع المتظاهرين. ومن دون أن تدخل الى المناطق الخاضعة كلياً للسلطة الفلسطينية. وسقط في المواجهات ثلاثة شهداء. في غضون ذلك كثفت الولاياتالمتحدة اتصالاتها مع الفلسطينيين والاسرائيليين، فالتقى كبير المفاوضين صائب عريقات وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت، وأبلغها مطالبة الفلسطينيين بقوة حماية دولية. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي التقى أولبرايت أول من أمس، ثم انتقل الى نيويورك حيث التقى الأمين العام للأمم المتحدة، وأعلن انه حصل على وعد من واشنطن بأنها ستستخدم حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن ضد أي قرار بحماية دولية للفلسطينيين. وأعلن عريقات وبن عامي ان عرفات وباراك سيزوران الولاياتالمتحدة للقاء الرئيس الاميركي والمسؤولين الآخرين المعنيين بالشرق الأوسط. وفيما اعتبر بن عامي ان دعوة الفلسطينيين الى "استخدام وسائل سلمية في التصدي للاحتلال"، غير كافية. وأعلن مستشار باراك داني ياتوم ان وقف المواجهات لن يكون فورياً "فليس لدى عرفات عصا سحرية لوقفها، بالإضافة الى ان هناك معارضين لتوجهاته". ومن جانبه دعا بيريز الى اعادة التنسيق "الذي كان قائماً بين قوات الأمن الفلسطينية والاسرائيلية". وقال: "لا يمكن لعرفات السيطرة على كل من يحمل سلاحاً ... ومن الممكن ان ننتظر أياماً لنرى نتائج التعليمات التي أعطاها عرفات". الى ذلك أعلن مؤسس حركة المقاومة الاسلامية "حماس" الشيخ أحمد ياسين للمرة الأولى انه لا يستبعد السلام مع اسرائيل ضمن حدود العام 1967، فيما منعت الشرطة الفلسطينية تجمعاً دعت اليه حركة "الجهاد الاسلامي" في غزة. وأعلن عدد من المسؤولين الفلسطينيين ان الانتفاضة مستمرة الى أن "يزول الاحتلال". وقال الأمين العام لمجلس الوزراء أحمد عبدالرحمن "ان استمرار جنود الاحتلال باطلاق النار وقصف المدن الفلسطينية بالرشاشات والأسلحة الثقيلة يكثف حقيقة النوايا الاسرائيلية لمواصلة العدوان الاسرائيلي على شعبنا ورفض الالتزام بتفاهمات شرم الشيخ التي جرى التأكيد عليها بين الرئيس عرفات وشمعون بيريز". وأكد المسؤول الأول عن حركة "فتح" مروان البرغوثي ان الانتفاضة مستمرة، وأن الحركة لا تعترف بالاتفاقات السابقة. على صعيد آخر أفادت مصادر في الأممالمتحدة ان لجنة تقصي الحقائق في الأحداث التي اندلعت على الساحة الفلسطينية - الاسرائيلية، والتي وافقت قمة شرم الشيخ على انشائها، اتخذت شكلها النهائي لتتكون من 5 أفراد، اثنان منهم أميركيان، الى جانب شخصية من النروج وثانية من تركيا وثالثة من الاتحاد الأوروبي. وعلمت "الحياة" ان هناك موافقة فلسطينية على تركيبة اللجنة وان الولاياتالمتحدة كانت في انتظار الرد الأخير من الطرف الاسرائيلي علماً بأن الرد الأولي غير الرسمي كان ايجابياً. وستضم اللجنة السناتور الأميركي السابق جورج ميتشل والسناتور وارن ردمان، ورئيس تركيا السابق سليمان ديميريل، والمبعوث الرفيع للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، وشخصية نروجية لم يُحسم اذا كانت وزير الخارجية الحالي أو السابق. وتريد الولاياتالمتحدة البناء على التقدم الذي تم احرازه في الاتفاق بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز بإنشاء لجنة تقصي الحقائق بأسرع ما يمكن ليليها اصدار كل من الرئيس عرفات ورئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك بيانين متوازيين يؤكدان فيهما العمل على وقف العنف وتعزيز الاجراءات المتخذة في هذا الاتجاه.