أعلنت مصر ان القمة العربية، وكذلك اجتماع وزراء الخارجية العرب، سيعقدان في موعدهما، وكررت ان اجواء عقد قمة رباعية تجمع الرؤساء حسني مبارك وبيل كلينتون وياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك لم تتهيأ بعد، فيما تحدث وزير التعاون الاسرائيلي شمعون بيريز عن عقد قمة خماسية في شرم الشيخ اليوم ينضم اليها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. بعد ساعات على اقتراح القاهرة دعوة كل من عرفات وباراك الى قمة في مصر يدعو اليها الرئيس مبارك ويحضرها الرئيس كلينتون، اعلن وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى ان الاجواء اللازمة لعقد القمة الرباعية لم تتهيأ بعد، مشيراً الى الحصار البحري الاسرائيلي على غزة والحصار العسكري الاسرائيلي على المدن والمناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية. وكانت مصر اشترطت في اتصال هاتفي بين مبارك وباراك اول من امس الوقف الفوري للعمليات العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كي يدعو مبارك كلاً من رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني الى اجتماع يعقد في مصر، لاتخاذ "القرارات التي تكرس عودة الهدوء بين الطرفين، والانتقال الى الخطوات المطلوبة في إطار الشرعية الدولية لإعادة بناء السلام" في المنطقة. يذكر ان مبارك كان اجرى اتصالاً هاتفياً بكلينتون وجه خلاله الدعوة اليه باعتباره الراعي الرئيسي لعملية السلام، للمشاركة في الاجتماع المقترح في حال انعقاده، واعلنت القاهرة أنها في انتظار ردود الاطراف. لكن موسى أكد أمس ضرورة توفير الاجواء المناسبة لهذه القمة لتكون "مجدية" وذلك في عودة واضحة الى الشروط الخمسة التي كانت القاهرة حددتها لاستضافة قمة شرم الشيخ. وزاد موسى أن مثل هذه القمة لن يعقد "إلا إذا رُفع الحصار بالكامل وأُوقف كل العمليات العسكرية وسحب كل الاسلحة، من دبابات وسفن وقوات تحيط بالشعب الفلسطيني". وشدد على ان القمة الرباعية "لا يمكن ان يتحقق لها النجاح إلا إذا تمت الموافقة على تلك الشروط والإلتزام بها، واتخذت الاجراءات لتهيئة الاجواء، خصوصاً سحب القوات وفك الحصار البحري والبري". وتوقع ان تشهد القاهرة او دمشق او الرياض لقاء على مستوى وزراء الخارجية العرب خلال الساعات القليلة المقبلة. مؤكداً ان القمة العربية التي دعا اليها مبارك ستعقد في موعدها في 21 و22 تشرين الاول اكتوبر الجاري. وترددت انباء في وقت سابق عن احتمال تقديم موعد القمة نظراً الى التدهور السريع للأوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقال موسى ان اجتماعات وزراء الخارجية العرب ما زالت في موعدها يومي 19 و20 الشهر الجاري، مشيراً الى ان الاتصالات الجارية بين القادة العرب وبين وزراء الخارجية هي "لمواجهة الوضع الخطير". الى ذلك تلقى مبارك ظهر امس اتصالاً هاتفياً من وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وآخر من الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، في إطار الجهود المبذولة لنزع فتيل الازمة التي نجمت عن المواجهات الدموية في الاراضي الفلسطينية والعمليات العسكرية الاسرائيلية. في باريس أ ف ب نقلت شبكة "سي. ان. ان" الاميركية عن وزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي شمعون بيريز امس قوله ان قمة حول السلام في الشرق الاوسط قد تعقد اليوم في مصر. ورأى ان "هناك فرصة محتملة لعقد مؤتمر في شرم الشيخ برئاسة كلينتون وبمشاركة مبارك والعاهل الاردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية". وتابع انه علم من رئيس وزراء اسبانيا خوسيه ماريا اثنار ان عرفات وافق على المشاركة في الاجتماع، مشيراً الى احتمال مشاركة الامين العام للامم المتحدة. واعلن ناطق باسم الرئيس التركي ان بلاده لا تستبعد استضافة قمة بين باراك وعرفات "اذا اقتضت الضرورة".