تزايدت في باكستان وتيرة الحديث عن سلسلة ضربات جوية يحتمل ان توجهها الولاياتالمتحدة الى حركة "طالبان"، في أعقاب فشل مساعٍ غربية لاقناعها بتسليم أسامة بن لادن. في غضون ذلك، منعت حكومة "طالبان" في خطوة مفاجئة عدداً من عمال الاغاثة الاجانب من مغادرة كابول أمس الاحد بحجة انهم لم يحصلوا على الاذن اللازم من الحكومة. وترددت معلومات عن احتمال استخدام احدى دول آسيا الوسطى منطلقاً للضربات على أفغانستان، بعد رفض باكستان وتركيا السماح باستخدام اجوائهما لهذا الغرض. واشارت تقارير إعلامية اخيراً الى هجوم متوقع على مواقع استراتيجية تابعة ل"طالبان"، تشارك فيه دول عدة، وأن الهجمات قد تستمر أياماً عدة. راجع ص 8 وأفادت مصادر مطلعة ل"الحياة" امس، ان وكالات الانباء الغربية أبلغت المتعاونين معها في كابول ضرورة البقاء في مكاتبهم على مدار الساعة تحسباً لحصول ضربة اميركية في أي وقت. واستبعدت مصادر سياسية افغانية متابعة في تصريحات ل"الحياة" امكان حصول ضربة اميركية في القريب العاجل خصوصاً خلال شهر رمضان، مشيرة الى ان الاميركيين لم يسحبوا موظفيهم من باكستان على غرار ما فعلوا في الضربة السابقة. ومعلوم ان علماء دين مسلمين أهدروا دم كل اميركي في حال نفذت واشنطن تهديداتها ل"طالبان". وتوقعت مصادر مطلعة في باكستان فرض عقوبات عسكرية واقتصادية جديدة على حركة "طالبان" اعتباراً من مطلع الشهر المقبل. واوضحت أن العقوبات التي تطالب بفرضها واشنطن وموسكو ونيودلهي وتعارضها بكين، ستشمل الحدٌُّ من حرية السفر لمسؤولي "طالبان" وإغلاق مكاتب الحركة في الخارج ومنع صادرات الوقود والسلاح إلى مناطق سيطرتها. وكانت عقوبات فرضتها الأممالمتحدة على "طالبان" قبل عامين شملت منع شركة الطيران الافغانية من تسيير رحلات منتظمة من أفغانستان واليها. الى ذلك رويترز، أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية في حكومة "طالبان" ان القيد على تحركات عمال الاغاثة "ليس أمراً غير عادي على رغم انه جرى تطبيقه حديثاً". وقال الناطق محمد عثمان شريار للصحافيين: "ليس في الامر ما يدعو الى القلق. كان هناك اتفاق مثل هذا في الماضي وهو الذي جرى تنفيذه حديثاً. يجب على كل اجنبي يغادر كابول ان يحصل على اذن من وزارة الخارجية". وتنفيذاً لذلك أوقفت الحركة أمس سيارتين تابعتين لمنظمات اغاثية دولية بحجة عدم حمل ركابها تصاريح المغادرة. وجاءت الخطوة بعد يوم من منع طالبان طائرات اللجنة الدولية للصليب الاحمر والاممالمتحدة من الهبوط في اي من المطارات الافغانية. وسمح لطائرات الاممالمتحدة والصليب الاحمر باستئناف رحلاتها الجوية أمس بعد مفاوضات طويلة.