اتهم المعتقل الجزائري في سجن لاسنتيه الباريسي، عادل مشاط، الاستخبارات الفرنسية "دي اس تي" بتلفيق التهمة التي وجهت اليه بالاعداد، من داخل سجنه، لعمليات تفجير اثناء مباريات كأس أوروبا لكرة القدم، بهدف الضغط عليه وحمله على التعاون معها. وروى مشاط 29 عاماً في رسالة وزعها "المرصد الاعلامي الاسلامي" ان السبب في "التهمة المزعومة" التي وجهت اليه هو العثور على هاتف نقال مع أحد الأشخاص المعتقلين معه في الزنزانة نفسها، فقيل له ان لدى الاستخبارات معلومات تفيد بأنه حاول القيام بعمليات تفجير، خلال مباريات كأس اوروبا التي جرت في هولندا وبلجيكا هذه السنة. وأضاف ان المفاجأة كانت عندما اقتاده الفرنسيون الى مركز للاستخبارات، حيث لم يجر التطرق معه الى محاولة التفجير المزعومة. وتابع انه أدخل بمفرده الى أحد المكاتب و"هنا بدأوا بتوضيح هدفهم من هذه التمثيلية". وتابع انهم قالوا له "نحن نعلم انكم استعملتم الهاتف للتحدث الى عائلاتكم، ولا يوجد لدينا أي دليل على انكم أردتم التخطيط لأعمال ارهابية ولكن أردنا منك أمراً واحداً فقط هو العمل معنا". وقال انه رفض الكلام إلا في حضور محاميه. ومضى يقول ان المسؤول عن هذه العملية ويدعى ف.م طلب منه ان يؤمن للاستخبارات الفرنسية "اتصالاً مباشراً مع قادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال، لأنها الجماعة الوحيدة في الجزائر التي ما زالت تقاتل النظام" وانه اذا وافق على هذا الاقتراح سيجرى النظر في الافراج عنه. وقال مشاط ان هذا المسؤول أبلغه ان العديد من المتهمين بقضايا اسلامية "ساعدونا في أمور كثيرة وفي مقابل ذلك أطلقوا وما زالوا يعملون معنا". وتابع انه بعدما رفض تكراراً الكلام إلا بحضور محاميه، قدم له المسؤول الفرنسي ف.م صوراً التقطت في الجزائر لتدريبات لعناصر الشرطة الجزائرية، وان ما لفت انتباهه هو ان المسؤول ظهر في هذه الصور. وقال مشاط انه فوجئ بعد ذلك بحضور أحد عناصر الاستخبارات الجزائرية الذي خاطبه قائلاً ان "كل شيء في الجزائر انتهى وكل الاسلاميين ألقوا اسلحتهم ولم يبق الا الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وإذا أردت ان تساعدنا على هذا فنحن سنسعى الى اطلاق سراحك"، وان المسؤول الفرنسي قال من جانبه "نحن نعمل في الجزائر على القضاء على هؤلاء بكل وسيلة ولن تقوم في الجزائر دولة اسلامية". وأشار الى انه أصر على رفض الكلام، فبدأ المسؤولون الفرنسيون بتهديده قائلين "اننا على استعداد لأن نفعل كل شيء وسنلفق لك التهم ولن تخرج من السجن سنرسلك مباشرة الى الجزائر وانت تعرف ماذا ينتظرك هناك". يذكر ان مشاط كان اعتقل في المانيا في أيار مايو 1998، ضمن حملة شملت دولا أوروبية عدة بناء على معلومات فرنسية في شأن التخطيط لعمليات تفجير أثناء مباريات كأس العالم لكرة القدم. وسلم الى فرنسا في تشرين الأول اكتوبر من العام نفسه. وهو ينفذ عقوبة بالسجن لمدة 6 سنوات صدرت في حقه في كانون الأول ديسمبر 1999. واتصلت "الحياة" بادارة سجن "لاسنتيه" لتستوضح منها ما رواه مشاط. لكنها أجيبت بأن الادارة لا تدلي بمعلومات من أي نوع في شأن المعتقلين. وفي المقابل، قالت المحامية ايزابيل كوتان - بير التي تتولى الدفاع عن مشاط انها اطلعت من موكلها على الضغوط والتهديدات التي تعرض لها من الاستخبارات، علماً بأن العاملين في هذا الجهاز لا يحق لهم الدخول الى السجون. وقالت كوتان - بير في تصريح الى "الحياة" ان سجن "لاسنتيه" يختلف عن السجون الأخرى، اذ لا تتوافر فيه الأجهزة الهاتفية التي يمكن للمعتقلين استخدامها للاتصال بعائلاتهم، وان هذا ما اتاح لحراس السجن بيع هواتف نقالة يستخدمها المعتقلون. وأضافت انه بعد اتهام القاضي جان لوي بروغيير لمشاط بالاعداد لتفجيرات اثناء مباريات كأس أوروبا، من داخل السجن بواسطة الهاتف النقال، طلبت من الجهات المعنية اطلاعها على تقرير التنصت الذي يبرر هذه التهمة، لكن المحكمة أبلغتها بعدم وجود أي تقرير من هذا النوع. وذكرت انها لا تستغرب الضغط والتهديد الذي استهدف مشاط، باعتباره "سلوكاً اعتيادياً يتعرض له المعتقلون، وخصوصاً الاسلاميون منهم بهدف تحويلهم الى عملاء".