تأجل أمس النظر في طلب اميركا تسلّم السعودي خالد الفواز من بريطانيا، فيما قالت مصادر اسلامية جزائرية ان السلطات الألمانية نقلت شاباً جزائرياً تتهمه باريس بالانتماء الى "جماعة ارهابية"، الى منطقة قريبة من الحدود مع فرنسا تمهيداً لتسليمه اليها. ويُتوقع ان يكون الجزائري عادل مشاط، الذي يُوصف بأنه "اليد اليمنى" لحسان حطاب أحد زعماء الجماعات المسلحة في الجزائر، سُلّم الى السلطات الفرنسية ليل أمس او صباح اليوم. وأضافت المصادر ل "الحياة" ان مشاط الذي يُعارض ترحيله الى فرنسا، نُقل صباحاً من سجن رينباخ قرب ميكنهايم الى سجن كيل الحدودي الذي يُقابل ستراسبورغ على الجانب الألماني من الحدود. وتتهم فرنسا مشاط بالانتماء الى "مجموعة ارهابية" وانه متورط في تزوير وثائق. كذلك يشتبه الفرنسيون في انه متورط في خطة مزعومة للقيام بعمليات تفجير خلال نهائيات كأس العالم التي اقيمت في حزيران يونيو وتموز يوليو الماضيين. ويستند الفرنسيون في اتهامهم هذا الى ما يقولون انه مكالمة هاتفية تم التنصت فيها على مشاط الذي كان يتحدث ب "الشيفرة" عن مباريات كأس العالم. ويقول المحققون الفرنسيون أيضاً ان إسلامياً جزائرياً اعتُقل خلال سفره من كولونيا الى باريس، اواخر 1997، "اعترف" بأنه حصل على اختام باسم "المنطقة الثانية في الجماعة الاسلامية المسلحة" من مشاط. وينفي مشاط هذه الاتهامات ويعتبر انه لن يلقى "محاكمة عادلة" في فرنسا اذا رُحّل اليها. واعتُقل مشاط في حملة واسعة شنتها دول اوروبية عدة عشية بدء مباريات كأس العالم في ايار مايو الماضي. ويتابع ملفه في فرنسا القاضي المكلّف قضايا الارهاب جان لوي بروغيير. ويأتي ترحيل مشاط الى فرنسا، في وقت تواصل فيه محكمة اولد بايلي في لندن محاكمة ثلاثة جزائريين متهمين بالانتماء الى "الجماعة الإسلامية المسلحة" وتهريب مواد كيماوية وأجهزة الكترونية اليها داخل الجزائر. وتركّزت جلسات المحكمة في اليومين الماضيين على تفاصيل عملية المراقبة التي نفّذتها أجهزة الاستخبارات ضد الثلاثة قبل اعتقالهم في ايار مايو 1997. وينفي الثلاثة، وهم سفيان سويدي وسفيان كبيلين وفريد بوكميش، تورطهم في مؤامرة "ارهابية" تزعم الشرطة انهم متورطون فيها. وتقول الشرطة انهم متورطون في قضايا تزوير واستخدام بطاقات ائتمان مزيفة للحصول على اموال لشراء المواد الكيماوية التي يُزعم انها هُرّبت الى الجزائر في علب حليب للأطفال واقلام حبر وأجهزة ستيريو. الفواز على صعيد آخر، قالت مصادر قضائية ل "الحياة" انه تقرر امس تمديد فترة اعتقال السعودي خالد الفواز حتى 26 تشرين الثاني نوفمبر المقبل للنظر في طلب الولاياتالمتحدة تسلمه بتهمة "التآمر مع اسامة بن لادن وآخرين لقتل اميركيين". وقالت ان بتّ قضية الفواز يعود الى محكمة بوستريت وليس الى محكمة بلمارش، ذلك ان الأولى هي التي تنظر في طلبات الاسترداد التي تُقدّم الى بريطانيا. وكان الفواز يرأس قبل اعتقاله مكتب "هيئة النصيحة" في لندن. واوقفته الشرطة في ايلول سبتمبر الماضي في حملة استهدفت عدداً من المصريين. وكانت محكمة بلمارش أجّلت في 5 تشرين الأول اكتوبر الجاري النظر في الطلب الأميركي لتسلم الفواز حتى 29 الشهر الجاري امس. ويُعتقد ان تأجيل امس هو الأخير قبل ان تنظر المحكمة في حيثيات طلب اميركا.