دعا الارهابي الدولي ايليتش راميريز سانشيز المعروف بپ"كارلوس" الذي ينفّذ منذ 11 يوماً اضراباً عن الطعام والشراب احتجاجاً على ظروف اعتقاله في سجن "لاسنتيه" ضاحية باريس، رفاقه و"المجاهدين والثوريين في العالم أجمع" الى قتل "عدو اميركي أو صهيوني" عن كل يوم أمضاه معتقلاً في فرنسا، وذلك في حال وفاته. جاء ذلك في بيان كتبه كارلوس بخط يده بالفرنسية من سجنه، على شكل وصية، وبدأ بعبارة "في حال وفاتي" نتيجة تدهور حاله الصحية بسبب اضرابه عن الطعام. وقال: "لست حاقداً على فرنسا، أحبّ فرنسا، فرنسا الخالدة"، و"سأشعر بخيانة شخصية نتيجة أي أذى يلحق بأي مواطن فرنسي بسببي". لكنه أضاف: "أمنيتي الأخيرة كشهيد حي، أن يعدم عدو اميركي أو عدو صهيوني عن كل يوم امضيته في السجن في فرنسا، وهذا واجب على رفاقي وعلى جميع المجاهدين والثوريين في العالم أجمع". واختتم كارلوس بيانه المؤرخ في العاشر من تشرين الثاني نوفمبر 1998 بعبارة "فلسطين واحدة لا تتجزأ" و"الله أكبر". وفي تصريحات الى "الحياة" اتهمت المحامية الفرنسية ايزابيل كوتان - بير موكلة كارلوس، السلطات الفرنسية بالسعي الى "تدميره" مشيرة الى أن هذا يؤكده موقف هذه السلطات من الاضراب عن الطعام والشراب الذي ينفذّه وبدأ ينعكس على صحته بصورة سلبية جداً. ورأت ان "وضع كارلوس منذ خطفته الاستخبارات الفرنسية من السودان غير شرعي" وأن هذه "اللاشرعية مستمرة على صعيد ظروف اعتقاله" مما دفعه الى الاضراب. وتابعت ان كارلوس "معتقل منذ أكثر من أربع سنوات في السجن الانفرادي، وهذا مخالف للقانون الفرنسي الذي لا يجيز مثل هذا العزل لمدة تتجاوز ثلاثة أشهر". وذكرت ان "الرسائل الموجهة اليه لا تصله من دون ان يكون هناك أي قرار رسمي بمصادرتها"، موضحة انه "طالب مرات بتلقي دروس باللغة الفرنسية، لكن طلبه رفض". وأشارت كوتان - بير الى ان كارلوس "منعت عنه الزيارات"، باستثناء الاذن الذي أعطي "للمصرفي فرانسوا جينو الذي زاره بصفته مبعوثا لرئيس اركان الجيش الجزائري محمد لعماري"، ربما لأن القاضي الفرنسي جان لوي بروغيير "ومن هم وراءه مهتمون بالاطلاع على مهمة جينو". ولفتت الى ان الكاهن الفرنسي ميشال لولونغ المعروف بمواقفه الانسانية، تمكّن من زيارة كارلوس مرة واحدة، وأن سلطات سجن لاسنتيه رفضت طلبات قدمها لزيارته مجددا. وأفادت كوتان - بير انه حتى الثلثاء الماضي أي في اليوم الثامن من الاضراب عن الطعام والشراب كان كارلوس فقد 13 كيلوغراماً من وزنه، وبعدما شعر بأنه سيفقد وعيه ولاحظ ان بوله أصبح أسود اللون، قرّر تناول كمية ضئيلة من الماء، كي لا ينهار تماماً فيتدخّل أطبّاء السجن ويعملوا لتخديره. وأكدت انها منذ الاثنين الماضي اتصلت بوزارة العدل الفرنسية للفت انتباه المسؤولين فيها الى وضع موكلها من دون ان تحصل على جواب.