باتت ازمة الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة معلقة في انتظار قرار المحكمة العليا في فلوريدا التي عرض الجمهوريون والديموقراطيون حججهم امامها لتحسم الخلاف حول احتساب نتائج الفرز اليدوي في الولاية، علماً ان هذا الفرز الذي استمر امس، لم يحل دون تقدم المرشح الجمهوري جورج بوش على منافسه الديموقراطي آل غور. واظهر استطلاع للرأي العام ان الاميركيين منقسمون حول احتساب الفرز اليدوي. وقال خبراء ان النزاع يمكن ان يستمر حتى يعرض امام الكونغرس في فلوريدا ثم امام مجلس النواب في واشنطن مطلع السنة المقبلة. تالاهاسي - أ ف ب، رويترز - رفعت المحكمة العليا في فلوريدا جلستها للتشاور من دون ان توضح متى ستصدر حكمها في شأن الخلاف بين الجمهوريين والديموقراطيين حول احتساب نتائج الفرز اليدوي او تجاهلها. وكانت استمعت على مدى ساعتين ونصف الساعة الى حجج محامي الجانبين. ويفترض ان يقرر القضاة وهم امرأتان وخمسة رجال ما اذا كان على السلطات الانتخابية المحلية ان تأخذ في الاعتبار النتيجة النهائية للاقتراع الرئاسي في فلوريدا، الاصوات التي احتسبت بعد الفرز اليدوي في ثلاث مقاطعات. ويؤيد ذلك الديموقراطيون الذين يعتقدون ان عمليات الفرز اليدوي ستكون في مصلحة نائب الرئيس الاميركي آل غور. اما الجمهوريون فيريدون التوقف عند النتائج الاخيرة التي اعلنت السبت الماضي وحقق فيها جورج بوش تقدماً ب930 صوتاً على منافسه الديموقراطي في فلوريدا. والفائز في فلوريدا سيصبح الرئيس الثالث والاربعين للولايات المتحدة، بحصوله على الاصوات ال25 للولاية في الندوة الانتخابية التي تختار الرئيس. وتركزت الجلسة على مسألة المهلة القانونية التي ينبغي ان تحترمها المقاطعات الثلاث في فلوريدا لتسليم نتائجها الانتخابية. ويرى الجمهوريون ان قانون هذه الولاية يشترط تسليم النتائج قبل الرابع عشر من الشهر الجاري، باستثناء البطاقات التي ارسلت بالبريد من الخارج. وفي هذا الصدد، اكد جوزف كلوك الذي يمثل وزيرة الداخلية في فلوريدا كاثرين هاريس المسؤولة عن اعلان نتائج الانتخابات ان الاخيرة "مارست صلاحياتها بشكل معقول" عندما ابقت على المهلة المحددة. من جهته، رأى ديفيد بويس محامي آل غور ان الموعد الوحيد لانتهاء مهلة تسليم الاصوات الذي يجب ان يعتمد هو الثاني عشر من كانون الاول ديسمبر المقبل، وهو الموعد النهائي لتعيين فلوريدا ممثليها ال25 في الندوة الانتخابية. وعلى رغم ذلك، افادت نتائج جزئية لعملية الفرز اليدوي الجارية في مقاطعات ميامي دايد وبرووارد وبالم بيتش ان نائب الرئيس لا يحصل على عدد كاف من الاصوات ليقلق خصمه الجمهوري. وفي بالم بيتش، قال مسؤول ان النتائج النهائية بعد دراسة اكثر من نصف الاصوات، لا تؤدي سوى الى "تغييرات طفيفة". واذاعت شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية ان اعادة فرز الاصوات في 518 من اصل 609 مكاتب للاقتراع في منطقة برووارد لم تكشف سوى عن زيادة 118 صوتاً لغور. وفي ميامي دايد، افادت نتائج جزئية بعد اول يوم من عملية الفرز اليدوي اول من امس، ان المرشح الديموقراطي لم يكسب اكثر من 12 صوتاً. من جهة اخرى، وافقت قاضية في منطقة سيمينو وسط فلوريدا اول من امس، على قبول طلب ديموقراطي يعارض صلاحية 4700 صوت بالمراسلة، معظمها مؤيد للجمهوريين. وافادت الشكوى ان الاصوات ال4700 التي تنقصها العناصر التي ينص عليها القانون مثل ارقام هويات الناخبين، قبلت على انها صالحة. وتؤيد غالبية كبيرة من الاميركيين 60 في المئة احتساب الاصوات التي تم فرزها يدوياً، في مقابل 37 في المئة يعارضون ذلك، بحسب ما افاد استطلاع للرأي اجري لحساب "سي ان ان" وصحيفة "يو اس اي توداي". وعبّر 51 في المئة من الاميركيين المنقسمين جداً في هذا الشأن، عن استعدادهم للانتظار فترة اطول لاتاحة الوقت لاحتساب الاصوات، بينما رأى 48 في المئة ان العملية استغرقت حتى الآن فترة اطول من اللازم. ومع ذلك قد يضطر الاميركيون للانتظار فترة اطول في هذا الخلاف الذي قال خبراء انه يمكن ان يستمر امام الكونغرس في فلوريدا ثم امام مجلس النواب في واشنطن في كانون الثاني يناير المقبل. ومن جهة اخرى، دعا وزير العدل في فلوريدا بوب باترورث المسؤولين عن العملية الانتخابية في الولاية الى ان يأخذوا في الاعتبار البطاقات التي ارسلها عسكريون بالبريد من الخارج وغير الممهورة بالختم البريدي. ودعا وزير العدل الديموقراطي "رؤساء واعضاء اللجان الانتخابية في جميع المقاطعات التي تسلمت بطاقات تصويت من عسكريين، الى اعادة النظر على الفور في هذه المسألة وتعديل مجموعها اذا امكن". وقال الحاكم الجمهوري لولاية مونتانا مارك راسيكو ان 900 بطاقة على الاقل من اصوات الناخبين في فلوريدا الذين يخدمون في القوات المسلحة رفضت يوم الجمعة وحده بسبب الشكوك المحيطة بها.