استحكمت أزمة الانتخابات الرئاسية في اميركا. واستعد المرشحان الديموقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش لمعركة قضائية طويلة الامد وعمدا الى جمع الاموال لها. ورفض الديموقراطيون الاعتراف بنتيجة اعادة الفرز التي اعطت بوش 327 صوتاً زيادة عن آل غور، وفضلوا انتظار نتيجة فرز صناديق الاقتراع من خارج الولاية علها تأتي بمزيد من الاصوات لمرشحهم، فيما ظهرت مؤشرات الى احتمال التشكيك في عمليات الفرز في ولايات اخرى. واشنطن - "الحياة" - ا. ب.، رويترز - استعد المرشحان للرئاسة الاميركية آل غور وجورج بوش لمعركة قضائية طويلة. وأطلق كل منهما حملة علاقات عامة وعملية لجمع الاموال للانفاق على المعركة. وجندا اعداداً من المحامين والمستشارين القانونيين والسياسيين. وجاء ذلك في وقت بدا ان نتائج فرز الاصوات في فلوريدا لن تكون كافية لحسم الصراع، اذ اعطت هامشاً ضئيلاً من الفوز لبوش، لا يتجاوز 327 صوتاً من اصل ستة ملايين ناخب في الولاية. وفي ضوء ذلك رفض الديموقراطيون الاعتراف بفوز بوش وفضلوا انتظار عملية فرز البطاقات الانتخابية للمقيمين في الخارج، الامر الذي يستغرق اكثر من عشرة ايام. وافادت استطلاعات غير مؤكدة ان عدد هذه البطاقات قد يصل الى 2500 لكن معظم المقيمين في الخارج يصوتون عادة لمصلحة الجمهوريين. وظهرت مؤشرات امس، الى احتمال لجوء الجمهوريين الى التشكيك في نتائج الانتخابات في ولايات اخرى سجل فيها آل غور فوزاً بفارق ضئيل من الاصوات مثل ايوا وويسكونسن ونيومكسيكو، وذلك رداً على تشكيك الديموقراطيين بفوز بوش في فلوريدا. وقال وزير الخارجية السابق جيمس بيكر الذي يشرف على عملية الفرز لمصلحة بوش، ان نتائج "الانتخابات الاميركية مجمدة بطبيعة الحال"، فيما هددت الحماسة في اوساط انصار الجانبين، بوقوع مواجهات في ظل اتهامات ودعاوى قضائية متبادلة في بعض مناطق فلوريدا. وشكّك الديموقراطيون في سير عملية الاقتراع في مقاطعات عدة اهمها بالم بيتش، إضافة الى دايد وبروارد وفولوسيا. وتضم هذه المقاطعات 1.78 مليون ناخب. واشرف على اعادة الفرز في الولاية لمصلحة آل غور وزير الخارجية السابق وارن كريستوفر. ولوح الديموقراطيون باحتمال المطالبة بانتخابات اعادة في بالم بيتش حيث شكوا من ان تصميم بطاقات الاقتراع ضلّل ناخبين ودفعهم الى الاقتراع خطأ لمصلحة مرشح حزب الاصلاح بات بيوكانان بدل آل غور. كذلك طالبوا بالبت في مصير 19 ألف بطاقة اعتبرت غير صالحة لأنها تضمنت اكثر من اقتراع لمرشحين مختلفين، واشترطوا ان يتم فرز يدوي لبطاقات في المقاطعات الاخرى. وفي المقابل، لوح الجمهوريون باحتمال المطالبة باعادة الفرز في ولايتي ايوا وويسكونسن حيث فاز آل غور بفارق يراوح بين خمسة وستة آلاف صوت، مشيرين الى ان عملية الفرز تواجه صعوبات في ولاية اوريغون ايضاً، ما يدعو الى اعادة فرز هناك ايضاً. واتهم رئيس حملة بوش الانتخابية دون ايفانز الديموقراطيين ب"تسييس العملية وتشويشها، ما يضر بالنظام الديموقراطي في البلاد". واضاف ان "العملية الديموقراطية تقتضي الاقتراع يوم الانتخابات، ولا تستدعي الاستمرار في الاقتراع الى حين يرضى احدهم عن نتيجته". وسجلت ثماني دعاوى قضائية اقامها ناشطون ديموقراطيون في محاكم فلوريدا، بينها ست في بالم بيتش واثنتان في تالاهاسي. ولا يتوقع النظر فيها قبل بداية الاسبوع المقبل. وسعى آل غور الى الظهور بمظهر اللامبالي خلال ممارسته رياضة المشي في مدينة ناشفيل ولاية تينيسي امس. ورفض الاجابة على اسئلة الصحافيين مكتفياً بالتلويح لهم بيده قائلاً: "اننا نستمتع بالمشي". وكانت في رفقته اثنتان من بناته وصهره. وفي المقابل، حرص بوش على تسريب انباء مفادها انه منهمك في تشكيلة ادارته المقبلة. واستقبل في منزله في اوستن تكساس شريكه في السباق الرئاسي ديك تشيني والمرشح لمنصب كبير موظفي البيت الابيض اندرو كارد. وفي غضون ذلك، عقدت سكرتيرة الحكومة في ولاية فلوريدا كاثرين هاريس مؤتمراً صحافياً قالت فيه ان لا نتائج نهائية لديها، مشيرة الى ان القانون الساري في فلوريدا ينص على فرز البطاقات المرسلة من الخارج في الايام العشرة التي تلي عملية الانتخاب التي جرت في السابع من الشهر الجاري. واضافت ان "الموعد الاقصى لوصول تلك البطاقات سيكون في 17 من الشهر الجاري"، ملمحة الى عدم امكان اعلان اية نتائج رسمية قبل ذلك الموعد. ولا يعرف عدد البطاقات التي ستصل من الخارج، علماً انه خلال الانتخابات السابقة في 1996، بلغ عدد البطاقات المرسلة من الخارج الى فلوريدا 2300 بطاقة. ومعظم اصحابها من العسكريين الذين يخدمون في الخارج ومن الطلبة والاساتذة والمراسلين او الديبلوماسيين. ويميل هؤلاء عموما بحسب استطلاعات الرأي الى تاييد الجمهوريين. واعتبر معسكر المرشح الجمهوري انه الفائز في فلوريدا بعد نشر نتائج شبه رسمية لفرز الاصوات اظهرت ان بوش يتقدم ب327 صوتاً على آل غور في مجمل مقاطعات فلوريدا ال67. وقالت المسؤولة عن الاتصالات في حملة بوش كارن هيوز في بيان ان "الفرز الجديد للاصوات اظهر فوز بوش في فلوريدا وأكد بالتالي فوزه في الانتخابات الرئاسية، ونحن نأمل في ان يعود نائب الرئيس الديموقراطي آل غور عن تهديداته بالتقدم بشكاوى امام القضاء وباجراء فرز جديد من شأنها نسف العملية الدستورية لاختيار الرئيس". ومن جهته، قال وليام ديلي رئيس حملة آل غور الانتخابية في بيان بعد اعادة فرز الاصوات في فلوريدا ان "الانتخابات لم تنته، خلافاً لما يقوله فريق بوش". واضاف: "نريد الاحترام الفعلي والامين للارادة الشعبية وهذا يعني ان نترك القضاء يأخذ مجراه".