من المقرر ان يحسم قاضي المحكمة الفيديرالية في فلوريدا في مسألة طلب الحزب الجمهوري منع مقاطعة بالم بيتش من اعادة فرز الاصوات يدوياً بعدما أظهر الفرز الآلي مرتين تقدم المرشح جورج بوش على منافسه آل غور. وصباح امس صوت المسؤولون المشرفون على الانتخابات لمصلحة القيام بعملية فرز يدوي لكل أصوات المقاطعة بعدما اظهر فرز بعض العينات وجود اختلاف بين نتائج الفرزين الآلي واليدوي، ولم يحدد موعد لبدء العملية التي يحتمل ان يوقفها القاضي الفيديرالي. قد تستغرق اعادة فرز كل أصوات المقاطعة، ويبلغ عددها 400 ألف، اياماً عدة تتجاوز المهلة القصوى التي حددتها الولاية لاحتساب كل الاصوات بما فيها أصوات الغائبين مع حلول يوم الجمعة المقبل 17 تشرين الثاني نوفمبر. وهناك موعد آخر حددته السلطة الانتخابية للولاية هو بعد ظهر الثلثاء للاعلان رسمياً عن نتائج أعمال الفرز في الولاية. ومعلوم ان مقاطعة بالم بيتش من اكثر مقاطعات فلوريدا اكتظاظاً بالسكان وهي تميل تاريخياً الى الحزب الديموقراطي. ويأمل الديموقراطيون بأن يؤدي الفرز اليدوي الى احتساب آلاف الأصوات التي ألغيت آلياً لأسباب تقنية، ويمكن التغاضي عن هذه الاسباب في حال تمت معاينة الاصوات يدوياً. وقد تحول الصراع بين المعسكرين الجمهوري والديموقراطي ممثلين بوزيري خارجية سابقين، الجمهوري جيمس بيكر والديموقراطي وارن كريستوفر، الى معركة لإقناع الرأي العام الاميركي بضرورة التأكد من ان كل الاصوات تم احتسابها مقابل الحجة الجمهورية بأن احصاء الاصوات مرتين كاف لاعلان النتيجة رسمياً، وهذا يعني فوز بوش ب25 مندوباً عن الولاية، ما يجعله فائزاً في الانتخابات. وكان متوقعاً امس ان تبدأ مقاطعة فولوسيا عملية فرز يدوي، بينما تتحضر مقاطعتا براورد وميامي دايد للعملية نفسها. ويتلخص موقف الطرفين كالآتي: الجمهوريون يريدون اعلان النتائج رسمياً بعد احتساب اصوات الغائبين بالإضافة الى النتائج الرسمية المتوقع اعلانها يوم الثلثاء. بينما يصر الديموقراطيون على اعادة فرز الاصوات في المقاطعات التي يعتقدون بأن مخالفات حصلت فيها وذلك عن طريق العد اليدوي. وفي حال فشل معسكر بوش في وقف الفرز اليدوي قضائياً فإن الجمهوريين يلوحون بإمكان طلب اعادة الفرز في ولايات اخرى كان الفارق فيها ضئيلاً لصالح غور، مثل ولاية ويسكنسن التي فاز بها غور بفارق 6 آلاف صوت فقط. وقد يطلب الجمهوريون ايضاً اعادة احتساب الاصوات في ولايتي اوريغن وآيوا. وكان قاضٍ في مقاطعة بالم بيتش أمر السلطات المحلية بالمصادقة على نتائج الفرز السابقة في بالم بيتش وارسالها الى السلطة الانتخابية على مستوى الولاية حتى يتسنى له الاستماع الى شكاوى بعض الناخبين الذين تقدموا بدعاوى قضائية. وهذا يجعل المقاطعة في مواجهة مع سلطة الولاية التي حددت غداً الثلثاء موعداً أخيراً للمقاطعات ال67 في فلوريدا للمصادقة على عمليات الاحتساب وتسليمها الى سلطات الولايات للمصادقة عليها بدورها. وقد صرح بوب كروفورد، وهو الذي انتدبه حاكم الولاية جيب بوش بدلاً منه في لجنة المصادقة على النتائج، انه في حال لم تتقدم اي مقاطعة بالنتائج مصدقة مع حلول الخامسة بعد ظهر الثلثاء فإن أصوات هذه المقاطعة لن تحتسب.