الكويت - "الحياة" - ضمّ العدد الجديد من كتاب "العربي" "قوافي الحب والشجن" مختارات شعرية تمثل نماذج من إبداع شعراء اختلفوا في طبيعة مواهبهم وفي مذاهبهم الفنية إلا أنهم على اختلاف مشاربهم ونتاجهم يشكلون صورة لاتجاهات الشعر العربي الحديث في النصف الثاني من القرن العشرين. استهلّ الكتاب الدكتور سليمان العسكري بمقالة في عنوان "عمر من الشعر" وفيها يستعرض نشأة الشعر وتأثيره على المشاعر ثم توأمته مع الإيقاع. وفي مقدمة كتاب "قوافي الحب والشجن" يسوق الدكتور عبدالقادر القط رؤيته الى واقع الشعر الحديث وتطوره في قسم الشعراء بحسب انتماءاتهم، فمعظمهم ينتسبون الى الكلاسيكية الجديدة على اختلاف في الموهبة والاصالة امثال: احمد الصافي النجفي، خليل الهنداوي، عبدالكريم الكرمي "أبو سلمى"، محمد الفايز، عاتكة الخزرجي. والبعض ينتسب الى الرومانطيقية وغيرهم ينحاز الى الشعر الحر، ولعل ابرز الرومانطيقيين نزار قباني، ومن رواد الشعر الحر نازك الملائكة وبدر شاكر السياب... ويختتم الدكتور القط مقدمته مشيداً بهذه المختارات التي تقدم رؤية عريضة ممتدة لواقع الشعر العربي الحديث وتطوره في مدى زمني حافل بالتحولات والتجديد. وتناولت المقدمة النقدية بعض القصائد مفصلة في جوانبها الفنية وفي انتماءات اصحابها. وبعد المقدمة تبدأ المختارات الشعرية بحسب التسلسل الزمني لنشرها في مجلة "العربي" فتأتي قصيدة الشاعر احمد الصافي النجفي "الحقيقة المرة" وتتلوها "كلمات" نزار قباني. ثم تأتي قصيدة "إنه الشيخ ربيع" للشاعرة نازك الملائكة و"الشباك الأخضر" لأبي سلمى. وكثيراً ما ترد للشاعر الواحد اكثر من قصيدة خاصة إذا كان من الشعراء الذين تركوا بصماتهم واضحة في ديوان العرب، فيما ينفرد بعض الشعراء بقصيدة واحدة فقط. وتتضمن المختارات هذه ايضاً قصائد متنوعة الاغراض والمواضيع مثل: "رغائب" لالياس قنصل، "كاجوراو" لعمر ابو ريشة، "خرافة السلام" لزكي قنصل، "حينما تسكر الشفاه" لصقر بن سلطان القاسمي، "دار جدي" لبدر شاكر السياب، "الربيع الجريح" لخليل الهنداوي، "هذيان" لالياس فرحات.