كرّس الرئيس الجديد ليوغوسلافيا فويسلاف كوشتونيتسا سلطته أمس بعد يوم من سقوط نظام الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش. إذ انضمت روسيا، أكبر حليف خارجي ليوغوسلافيا، الى قائمة الدول التي تعترف بالنظام الجديد، في حين أكد الجيش حياده في "اللعبة الديموقراطية"، حارماً بذلك الرئيس المعزول من أي أمل بتحريك القوات المسلحة لمصلحته. وتستعد الدول الأوروبية، بعد غد الاثنين، لرفع العقوبات التي فرضتها على بلغراد اثناء حكم ميلوشيفيتش. واعلن الرئيس جاك شيراك انه دعا كوشتونيتسا الى حضور القمة الاوروبية في بياريتز فرنسا الاسبوع المقبل. راجع ص 7 وكان البارز أمس دخول روسيا على الخط. إذ سافر وزير الخارجية ايغور ايفانوف الى بلغراد ناقلاً رسالة تهنئة من الرئيس فيلاديمير بوتين الى كوشتونيتسا ب "فوزه" في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي رفض ميلوشيفيتش الاعتراف بنتائجها. وزار ايفانوف منزل أحد حلفاء ميلوشيفيتش في بلغراد لمدة 45 دقيقة، وغادر من دون الإدلاء بتصريح. لكن محطة تلفزيون ناطقة باسم حزب زوجة ميلوشيفيتش وزّعت شريطاً مصوّراً يعرض لقاء بين المسؤول الروسي والرئيس المعزول الذي أصدر لاحقاً بياناً دان فيه "أعمال العنف" التي ارتكبها المتظاهرون أول من أمس خلال احتلالهم البرلمان ومقر التلفزيون. وأضاف ميلوشيفيتش، في أول تعليق له على تطورات أول من أمس، ان ايفانوف نقل اليه "تحيات" بوتين وأكد "تمنيات روسيا بتسوية سلمية للمشاكل في يوغوسلافيا عبر وسائل قانونية ومن خلال احترام الدستور ومن دون تدخلات خارجية". وشدد بيان ميلوشيفيتش على ان الحل الوحيد للأزمة الحالية يكون عبر احترام الدستور والقوانين وبالوسائل السلمية. وقال ايفانوف للصحافيين لاحقاً ان ميلوشيفيتش لا ينوي التخلي عن العمل السياسي، وإنما يريد مواصلة دوره من خلال حزبه "أكبر الأحزاب في صربيا". لكن البيت الأبيض رد مساء على كلام ايفانوف بالقول ان واشنطن تُصر على رفض أي دور سياسي في المستقبل للرئيس المعزول. ورحّب بتأييد موسكو كوشتونيتسا الذي حصل ليلاً على تقرير من المحكمة الدستورية تؤكد فوزه في الانتخابات التي جرت في 24 ايلول سبتمبر الماضي. ويبدو ان الروس يُحاولون ايجاد مخرج لمصير الرئيس المعزول بحكم انه مطلوب دولياً بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية". وعلى رغم ان الرئيس الجديد كان أكد انه لا ينوي تسليم ميلوشيفيتش للمحاكمة خارج يوغوسلافيا، إلا ان ثمة توقعات بأن الرئيس المعزول قد يُمنح اللجوء السياسي في بيلاروسيا التي أكدت رسمياً انها ستدرس فعلاً ايواءه في حال قدّم طالب لجوء. واحتشد مئات الآلاف من المواطنين قرب مقر البرلمان اليوغوسلافي أمس على أمل رؤية الرئيس الجديد يُؤدي اليمين الدستورية. لكن قريبين من كوشتونيتسا قالوا انه أجّل كلمته التي كانت مقررة أمس في انتظار انتهاء اتصالات تُجرى مع النواب اليوغوسلاف لإقناعهم بالقدوم الى البرلمان وحضور جلسة تنصيبه رئيساً. وربما تُعقد الجلسة قبل نهاية الأسبوع. وكان ما يقرب من نصف مليون شحص احتشدوا طوال ليل أمس في الساحات العامة في بلغراد للإحتفال بسقوط ميلوشيفيتش.