أسفرت زيارة الرئىس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا لموسكو امس، عن "مقايضة" حصلت بموجبها بلغراد على امدادات من الغاز وقدمت في المقابل وعداً لروسيا بالحفاظ على مواقعها في البلقان. ووقع كوشتونيتسا ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بياناً مشتركاً يحدد اطر "الشراكة الشاملة" بين البلدين. واكتسبت الزيارة التي استمرت ست ساعات اهمية استثنائىة اذ كان ينبغي ان توضح الى اي مدى قطعت موسكو علاقاتها مع حلفائها التقليديين في البلقان وعلى رأسهم الرئىس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش. ولوحظ ان السفير اليوغوسلافي بوريسلاف ميلوشيفيتش وهو الشقيق الاكبر للرئىس السابق غاب عن موسكو وأعلن انه "استدعي لمشاورات" وسيعود بعدها الى مقر عمله لكي يحزم حقائبه، بعدما كان لعب دوراً مهماً في تعبئة الشارع السياسي الروسي لمصلحة اخيه. وسمعت موسكو تطمينات في شأن الوضع الداخلي في بلغراد، اذ اكد كوشتونيتسا ان الحكوة الموقتة التي شكلها تضم ممثلين عن جميع الاحزاب السياسية. وقال ان "الديموقراطية لا تتم الا بالحلول الوسط". وامتدح بوتين السياسة "الحكيمة" لكوشتونيتسا والتي قال انها اخرجت يوغوسلافيا من الازمة من دون اراقة دماء. الا ان اهم ما رغب سيّد الكرملين في سماعه هو موقف بلغراد من التحالفات الدولية واحتمالات انضمامها الى حلف الاطلسي لاحقاً. وحرص الضيف اليوغوسلافي على تأكيد رغبته في "نفوذ متوازن" لروسيا واميركا واوروبا في البلقان. واضاف "كل هذه الاطراف شاركت في ازماتنا الداخلية وفي محاولات الخروج منها". وتابع انه يرفض اعطاء "افضلية للغرب" ويحرص على إقامة علاقات التعاون مع جميع الاطراف. وفي الوقت نفسه، قال بوتين ان يوغوسلافيا ستظل "أقرب شريك" لروسيا في البلقان. وأضاف ان العلاقات معها سوف تبنى على اساس طويل الامد. ووقّع الجانبان بياناً مشتركاً تعهدا فيه "تعزيز الشراكة في جميع الميادين" وإجراء حوار سياسي منتظم وتوسيع التعاون الاقتصادي. وتعهدت روسيا مساعدة بلغراد في "تجاوز آثار العدوان الاطلسي وسياسة العقوبات". وشدد الطرفان على ان تطبيع العلاقات بين جمهوريات يوغوسلافيا السابقة يشكل اهم عامل لتحقيق الاستقرار، ودعيا الى "إقامة مجتمع ديموقراطي متعدد الاثنيات" في كوسوفو التي اكدا انها يجب ان تبقى ضمن جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية.