أكد الأمير نواف بن فيصل نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بأن المنتخب الكويتي كان نداً عنيداً واستحق التقدير لعطائه الكبير. واوضح ان "العطاء الكويتي جعل مستوى المباراة ممتازاً، ونأمل ان نرتقي بالمستوى اكثر امام كوريا الجنوبية". ومن جانبه، اشار مدرب المنتخب السعودي ناصر الجوهر الى انه خاض المباراة امام الكويت في الدور ربع النهائى والتي انتهت سعودية بالهدف الذهبي 3-2، بذهنية الفوز والهجوم حتى النهاية، ورأى ان الاداء الدفاعي كان جيداً. واضاف الجوهر: "لكن الارتداد تسبب ببعض الارتباك، واوجد بعض الثغرات، التي وفقنا في معالجتها في الوقت المناسب". واشاد بالجهود التي بذلها الجابر ووصفه بالقائد الحقيقي في خط الوسط ، وبعطاء جميع اللاعبين عموماً "والذين لم اكن لاصل بالمنتخب الى هذا المستوى لولا تصميمهم على العطاء وتخطي الصعوبات". وبدورهم ابدى اللاعبون سعادتهم بالفوز، ورأوا انه عكس تعاونهم المثمر وغير المحدود على ارض الملعب. وفي المقابل، اعلن الشيخ احمد الفهد رئيس الاتحاد الكويتي تقبل منتخب بلاده الخسارة. وقال: "يبدو ان السعوديين اكثر حظاً منا في البطولة الآسيوية كما هي الحال معنا في بطولات الخليج، وسنتحول منذ الآن الى مشجعين للمنتخب السعودي لكي ينجح في الدفاع عن لقبه باعتباره ممثل العرب الوحيد في الدور نصف النهائي". في حين اشار التشيخي دوشان يورين مدرب المنتخب الكويتي الى ان الحظ خان منتخبه في تسجيل الهدف الذهبي "لعبنا بأسلوبنا المعهود في المباريات السابقة في البطولة، ولم اعتمد على الدفاع بشكل رئيسي، بخلاف ما اوحت به مجريات المباراة، والتي ساعدت السعوديين بشكل جيد بخلاف الكويتيين. ولم اشرك الهويدي اساسياً لأنه لم يتمتع بجهوزيته البدنية الكاملة، وفضلت ناصر السوحي اساسياً على بدر حجي لأن اسلوبه يتناسب اكثر مع استراتيجيتي". وعزا دوسان تراجع الاداء الدفاعي "الى تأثره بخروج علي عبدالرضا الذي طلب استبداله بسبب الاصابة". وبدوره رأى جاسم الهويدي ان ظروف المباراة فرضت نفسها لأن اكثر من لاعب عانى من الانفلوانزا والاصابات داخل الملعب ما جعل المدرب يجري تغييرات لم تكن موفقة بنسبة مئة في المئة "واستثمر السعوديون جيداً الفرص التي سنحت لهم بعد اصابة بعض لاعبينا، واهمهم ركيزة الدفاع جمال مبارك، والسيطرة على مجريات المباراة". وعن عدم مشاركته اساسياً قال الهويدي: "انها وجهة نظر المدرب والجهاز الفني، وهذا ما حصل ايضاً مع لاعبي خط الوسط بدر حجي وعبدالله وبران اللذين لازما مقاعد الاحتياط في البداية". فوز سعودي مستحق ودفع المنتخب الكويتي ثمناً غالياً لاستراتيجية مدربه الخاطئة التشيخي دوشان يورين في المباراة التي خاضها امام المنتخب السعودي في الدور ربع النهائي، وخسر بالهدف الذهبي في الشوط الاضافي الثاني 2-3 بعد انتهاء الوقت الاصلي بالتعادل 2-2. وتجلى ذلك في بذل لاعبيه المجهود الاكبر في الشوط الاول عبر تكثيف الضغط الدفاعي في مهمتي فرض الرقابة اللصيقة والفردية على المهاجمين والضغط في وسط الملعب، من اجل قطع الكرات الكثيرة والانطلاق في شن هجمات سريعة بقيادة الثنائي بشار عبدالله وفرج لهيب، ما حرمهم من لياقتهم البدنية العالية في باقي فترات المباراة، فخضعوا لسيطرة السعوديين فيها، والتي قادتهم في النهاية الى الفوز بالهدف الذهبي الذي سجله نواف التمياط في الدقيقة 119. وتدخلت ظروف المباراة ايضاً في زيادة سلبيات استراتيجية الكويتيين الخاطئة في هذا الاطار، وتسبب اهتزاز شباكهم بهدف مفاجىء سجله التمياط نفسه، ونتج عن التركيز السيئ للمدافعين وتنظيمهم الميداني على ارض الملعب، بعد لحظات معدودة من تحريك ضربة بداية الشوط الثاني. اذ استنفد اندفاعهم غير المحدود للتعويض والذي اثمر تسجيل هدفين في فترة ست دقائق عن طريق بشار عبدالله في الدقيقة 61 وجاسم الهويدي، الذي شارك احتياطياً بدلاً من فرج لهيب 67، باقي مخزونهم البدني والجسدي في الفترات التالية للمباراة. وظهر ذلك جلياً في تعاملهم بخشونة مع اللاعبين السعوديين من اجل الحد من خطورتهم الهجومية الكبيرة، والتي تعززت عبر خيارات التبديل الذكية التي لجأ اليها المدرب ناصر الجوهر، وشملت حلول طلال المشعل بدلاً من مرزوق العتيبي في الدقيقة 57 وعبدالله جمعان بدلاً من عمر الغامدي في الدقيقة 99. ونال الكويتيون اذّاك خمس بطاقات صفراء من دون ان يحصل السعوديون على اي منها طوال المباراة، علماً بأن احد الاخطاء التي ارتكبها الكويتيون كاد يتسبب باحتساب ركلة جزاء للسعوديين في الدقيقة الاخيرة من الوقت الاصلي، لكن الحكم الاميركي بريان هول احتسب الاعاقة خارج منطقة الجزاء. كما ظهر الاجهاد البدني الكبير في تعطل ماكينة الهجوم الكويتية، والتي تعتمد على الهجمات المرتدة السريعة بشكل رئيسي، بالكامل منذ الدقيقة 70 من الشوط الثاني، علماً بأن لاعبيه نفذوا هجمة واحدة على المرمى السعودي في الشوط الاضافي الاول. وفي وقت تزعزع صرح خط الدفاع الكويتي، والذي لم يهتز بهدف واحد في الدور الاول، تكرس استمرار فاعلية الماكينة الهجومية السعودية والتي تجسدت للمرة الاولى والوحيدة في البطولة في المباراة امام منتخب اوزبكستان بتسجيل لاعبيه خمسة اهداف. ولفت امتلاكها خيارات عدة في ظل عدم تأثرها سلباً بالرقابة اللصيقة التي فرضت على الثنائي سامي الجابر، والتي فرضت تنقله بين عدة مراكز في الملعب طوال المباراة، ومحمد الشلهوب، بطل الثلاثية "الهاتريك" في مرمى اوزبكستان، والذي ترك مكانه في الملعب لعبدالله الواكد في الدقيقة 78، بعدما بدا شبحاً في المباراة. وعاب هذه الماكينة في الشوط الاول التركيز على تنفيذ المبادرات الهجومية من وسط الملعب، والتي عطلها المدافعون الكويتيون كلها، علماً بأن التسديدة السعودية الاولى بين الشبكات الكويتية الثلاث، كانت من نصيب الجابر في الدقيقة 27، وجاءت ضعيفة وسهلة بين يدي الحارس فلاح الدبشة، في حين اوجد الاعتماد على الاختراقات عبر الاجنحة مساحات اكبر لاختراق الدفاع الكويتي، والذي تحقق خصوصاً عبر انفراد طلال المشعل بالمرمى، وتسجيله هدف التعادل 2-2 من تسديدة بين قدمي الحارس الدبشة في الدقيقة 72، وزيادة دقة التسديدات البعيدة في ظل افتقاد التغطية الكثيفة خارج منطقة الجزاء، والتي سجل التمياط عبرها الهدف الذهبي الثمين. وظلت الثغرة الكبيرة في الاداء السعودي، التفاهم القليل بين لاعبي خط الدفاع، والذي انعكس سلباً على فاعلية تنفيذ خطة ايقاع منافسه في فخ التسلل، خصوصاً في الشوط الاول، وتوفير التغطية على الاجنحة، علماً بأن الهدفين الكويتيين جاءا عبر خطأين دفاعيين في التشتيت في منتصف منطقة الجزاء، واللذين لم يتحمل مسؤوليتهما الحارس محمد الدعيع، الذي ادى واجبه كاملاً في حرمان الكويتيين من اهداف محققة عدة، اهمها للهيب اثر انفراده به في الدقيقة 20 من الشوط الاول، لبشار عبر الكرات الثابتة، التي نفذها ببراعة عبر الركلات الحرة والركنية سوياً. وعموماً حققت القمة الخليجية المرتقبة بين المنتخبين وعود توفير الاثارة الكبيرة والمستوى الفني الراقي، بعيداً عن اجواء التشنج والشد العصبي، واعتبر الفوز السعودي الثاني على الكويت في نهائيات البطولة في مقابل تعادل واحد، اذ فازت السعودية 1-صفر عام 1984، ثم تعادلتا سلباً عام 88، في حين فشل "الازرق" في فرض سر تفوقه الخليجي على "الاخضر"، واكتفى بالدور ربع النهائي تاركاً وراءه ذكريات عام 1980 حين كان اول منتخب عربي يحرز اللقب. يا أخضر ويش سوّيت؟ اشادت الصحف السعودية بفوز منتخبها على نظيره الكويتي 3-2 بالهدف الذهبي وبلوغه الدور نصف النهائي. وكتبت صحيفة اليوم: "يا أخضر ويش سويت... بالذهبي ضيعت الكويت"، واضافت "الاخضر ما اروعه بالذهبي لدور الاربعة". وعنونت الجزيرة: "الاخضر سفيراً وحيداً للعرب في آسيا"، وتابعت "الفتى الذهبي هز الشباك التي لم تهتز بهدف تاريخي". اما الرياضية فكتبت: "الدعيع عن عرينه ذاد...والتمياط انهاها كما اراد". واضافت "أخضر كامل الاوصاف بصاروخ الذهبي نواف... وسعودي ويش سويت... ابدعت وطلّعت الكويت". اما الصحف الكويتية فاعربت عن "حزنها" للخسارة، وكتبت صحيفة الانباء: "التمياط الذهبي سمم اروع مباراة في لبنان 2000"، و"الازرق يودع البطولة والاخضر الخليجي ممثل العرب الوحيد". وحملت صحيفة القبس مدرب المنتخب مسؤولية الخسارة وقالت: "التشيخي دوشان ضيعنا...". وقالت الرأي العام: "اللياقة اغرقت الازرق". وعنونت الوطن: "قمة الخليج الآسيوية انتهت سعودية". وقالت السياسة: "نواف التمياط دوخنا... سجل الاول وصنع الثاني وخطف الذهبي"، واضافت "بالهدف الذهبي الاخضر السعودي يهزم الازرق 3-2 بعد مباراة ممتعة ويخرجه من المنافسة".