رأى رئيس بعثة المنتخب الكويتي سعد الهملان ان ثقة منتخب بلاده باتت اكبر في المنافسة على المراكز الاربعة الاولى في بطولة كأس الامم الآسيوية ال12 لكرة القدم المقامة حالياً في لبنان وتستمر حتى 29 الحالي، علماً بانه احتل المركز الرابع في البطولة السابقة التي اجريت في الامارات قبل اربعة اعوام. واعتبر الهملان ان هذه الثقة تتجاوز الاطار المعنوي في ظل الفوز الثمين الذي تحقق على المنتخب الكوري الجنوبي، والذي لا يمكن لاحد ان يقلل من اهميته في ميدان كرة القدم الآسيوية عموماً خصوصاً ان الاخير مثلها خمس مرات في المونديالات السابقة من بينها اربع مرات على التوالي. وقال انها تطال الاطار الفني ايضاً، بعدما اثبتت كوكبة النجوم الصاعدة للكرة الكويتية، والتي تعتبر هي ايضاً جيلاً ذهبياً هو الثاني بعد الجيل الذهبي البديل في الثمانينات من القرن الماضي، تمتعها بالقدرات المناسبة لمقارعة الكبار، وتوفيرها القوة الدافعة الاكبر لجعل الطموحات تبلغ حدها الاقصى في هذه البطولة كما في الاستحقاقات المقبلة واهمها تصفيات كأس العالم المقبلة وبطولة كأس الخليج التي ستدافع فيها عن اللقب. واشاد الهملان بالدور الكبير الذي اضطلع به المدرب التشيخي دوشان اويرين في تهيئة عوامل نجاح هذه التشكيلة الواعدة، وتجاوزها عقبات الخبرة القليلة في فترة قصيرة: "لدرجة انها باتت اشبه بقوة ضاربة حقيقية قادرة على تجسيد الخطورة الكبيرة في مواجهة اي منافس مهما بلغ شأنه، من دون اي مظهر من مظاهر الخوف او الضعف التكتيكي. واكبر دليل على ذلك عدم اهتزاز مرمانا في المباراتين الاوليين، وهو ما نأمل في الحفاظ عليه امام المنتخب الصيني". واضاف: "لقد استطاع اويرين بالفعل اخراج المنتخب الكويتي من مأزق التعادل السلبي المخيب امام المنتخب الاندونيسي في المباراة الاولى، والذي رافقته انتقادات اعلامية وشعبية كبيرة. واكد قناعة الجهازين الفني والاداري الراسخة، والتي لم تتزعزع اطلاقاً، في ان الحظ السيئ وحده حال دون انتزاع "الازرق" الفوز امام المنتخب الاندونيسي. واعتقد ان هذا العامل يمثل العقبة الوحيدة في طريق بلوغنا قمة هذه البطولة، وهو ما سنكافحه باظهار مزيد من التصميم والرغبة في العطاء". واعلن الهملان ان اي تأويل للفوز المهم على المنتخب الكوري الجنوبي، باعتباره نتج عن حافز لاعبي الاخير القليل في هذه البطولة، والذي رافق مشاركاته السابقة التي لم يحرز فيها اللقب منذ 40 عاماً، لا ينقص من قيمة "الازرق" واهمية الجهد الكبير الذي بذله لاعبوه في المراكز كلها، وتعاونهم الكامل على ارض الملعب: "وهو تأويل يتعارض مع منطق رغبة الكوريين الجامحة في تحقيق نتيجة جيدة لتعزيز ثقتهم بقدراتهم على تفجير مفاجآت كبيرة في المونديال المقبل الذي يستضيفونه على ارضهم بالتعاون مع اليابان". ورفض الهملان التعليق على احتمال الاستعانة مجدداً بخدمات المدرب التشيخي ميلان ماتشالا الذي تولى تدريب "الازرق" قبل عامين، قبل ان ينتقل الى المنتخب السعودي بموجب عقد خيالي هو الاكبر في تاريخ مسيرة "الاخضر" الكروية. وكان ماتشالا يتقاضى 30 الف دولارشهرياً قبل ان يُقال بعد الخسارة القاسية التي مُني بها امام اليابان في بداية حملة منتخبه للدفاع عن لقبه. واوضح الهملان "ان اسباب تعيين ماتشالا في مركز المدرب معدومة حالياً في ظل عدم توافر اسباب اقالة دوشان بكل بساطة، علماً بأن التقويم النهائي لمحصلة مشاركتي المنتخب بقيادته في هذه البطولة ودورة الالعاب الاولمبية الاخيرة في سيدني، سيجري بعد عودتنا". من جهة اخرى، وصف الهملان اللقاء مع المنتخب الصيني اليوم بلقاء قمة حقيقي يعكس الميزات الكروية البارزة للكرتين، وحجم دورها في تأمين معادلات تفوقهما في هذه البطولة "وبالتأكيد سنركز على الناحية التكتيكية لشل قدرات لاعبيه، مع الاعتماد علي التركيز الكبير لتدارك ارتكاب اي اخطاء او عثرة غير مقبولة". بدوره شدد خليل البلام، اداري المنتخب الكويتي، على ان مستوى "الازرق" لم يتغير او يتراجع في اي من المباراتين اللتين خاضهما في المجموعة الثانية، وعزا التعادل السلبي امام المنتخب الاندونيسي في المباراة الاولى الى استعجال اللاعبين الفوز منذ البداية "وعالجنا ذلك في المباراة الثانية امام المنتخب الكوري الجنوبي، واستطعنا حصد النقاط الثلاث. ونحن لم نتراجع في الشوط الثاني، ولم نلعب بخطة دفاعية، بل ان اللاعبين نفذوا ذلك من دون تعليمات الجهاز الفني. وعموماً نعتمد الخطة الهجومية في المباريات، واكبر دليل على ذلك استراتيجية التبديل المعتمدة لجهة اشراك مهاجم بدلاً من آخر". واضاف البلام: "لا نخشى لقاء اي منتخب في الدور ربع النهائي، وسنواصل مشوارنا بحزم وثقة بقدراتنا الكبيرة حتى النهاية من اجل العودة بالكأس الى الكويت، واتوقع ان يجمعنا النهائي مع المنتخب الياباني، وهو الافضل بين المنتخبات المشاركة". من جهة اخرى، شكر البلام الجمهور اللبناني "والذي اثبت فعلاً انه يتمتع بالاصالة العربية بعدما آزرنا بأخوية امام كوريا الجنوبية". ميلوتينوفيتش من جهته، امل اليوغوسلافي بورا ميلوتينوفيتش مدرب المنتخب الصيني بتكرار سيناريو ضمان لاعبيه نتيجة الفوز السريع على المنتخب الكويتي على غرار المباراة السابقة التي خاضوها امام المنتخب الاندونيسي، والتي سجلوا فيها ثلاثة اهداف في الدقائق العشر الاولى "وهو امر مهم لتدارك سلبيات المعاناة من غياب لاعبين مصابين كثيرين، كما انني اخشى تلقي بعضهم بطاقات صفراء اضافية، وخصوصاً فان زهي هوي، والذي لا اخفي ان اسلوب اللعب سيتأثر كثيراً بغيابه في حال تلقيه انذاراً ثانياً في هذه المباراة، من هنا واجب العمل على حمايته وتوفير جهوده للمباريات المقبلة، وهو امر لن يكون سهلاً في حال عدم حسمنا النتيجة منذ بداية المباريات، وخوضنا الصراعات المتكافئة في خط الوسط والذي يضطلع فيه بدور الظهير "القشاش". وعموماً، لم يخف ميلوتينوفيتش سروره من الاداء الذي قدمه منتخبه في المباراتين الاوليين، خصوصاً على صعيد الاداء الهجومي الذي اثمر تسجيل ستة اهداف "وهو امر جيد نتطلع عبره وبثقة كبيرة الى مواجهة القوة الهجومية الاولى في البطولة في الادوار المقبلة والمتمثلة في المنتخب الياباني برصيد 12 هدفاً في مباراتين، اي ضعف عدد اهدافنا،، خصوصاً اننا نملك في صفوفنا لاعبين من طراز لي مينغ المحترف في فريق اينتراخت فرانكفورت الالماني، وكي هونغ صاحب المهارات الفنية العالية في المراوغة، اضافة الى كزيو يانغ، الذي استحق نيل جائزة افضل لاعب في المباراة السابقة امام اندونيسيا، بفضل المجهود الكبير الذي بذله على ارض الملعب على رغم عدم نجاحه في التسجيل". واضاف ميلوتينوفيتش: "اعتقد ان منتخباً يملك قدرات فردية بهذا الحجم يليق به خوض المباراة النهائية او مواجهة الخصم الاقوى اليابان من اجل اثبات قدراته الفعلية في ميدان المنافسة، من هنا فان اهدافنا تتخطى مباراتنا المقبلة امام المنتخب الكويتي، والذي لا يمكن التقليل من قيمته، خصوصاً في ظل امتلاكه خط دفاع صلب لم تهتز شباكه في المباراتين الاوليين". وطالب ميلوتينوفيتش بزيادة عدد المنتخبات المشاركة الى 16 بدلاً من 12، بحسب نظام البطولة الحالي، وعزا ذلك الى اهمية اعطاء اكبر عدد من منتخبات القارة الاكبر في العالم فرصة المشاركة واكتساب الخبرة من اجل تعزيز فرص تطورها في المستقبل. واكد ميلوتينوفيتش ان هذه الخطوة لن تؤثر على مستوى البطولة "واكبر دليل على ذلك نجاحها الكامل في القارة الاوروبية ، كما ان تأهل منتخبين عن كل مجموعة الى الدور ربع النهائي، في حال اعتماد صيغة المجموعات الاربع في الدور الاول، يجعل مستوى المنتخبات الثمانية المتأهلة افضل". التعادل يكفي ويكفي منتخب الكويت التعادل مع المارد الصيني ليحجزا بطاقتيهما معاً الى الدور ربع النهائي، ويملك كل منهما 4 نقاط، وتعادل الاول مع اندونيسيا سلباً ثم فاز على كوريا 1-صفر، والثاني تعادل مع كوريا 2-2 قبل ان يسحق اندونيسيا 4-صفر وتتفوق الصين على الكويت بفارق الاهداف، وبالتالي التعادل سيبقيها في صدارة المجموعة لتواجه في ثالث المجموعة الاولى او الثالثة، فيما تلعب الكويت في هذه الحال مع ثاني المجموعة الثالثة. ويسعى الازرق الى متابعة صحوته وتكرار ما فعله امام كوريا عندما يواجه المارد الصيني المتعطش الى لقب آسيوي يدخله الى خارطة الكبار فيها، لكن المهمة لن تكون سهلة ابداً خصوصاً بعد العرضين الكبيرين للصين التي اقتنصت تعادلاً من كوريا في مباراتها الاولى واظهرت امكانات عالية، اكدتها في الثانية عندما استعرضت امام اندونيسيا. وستكون المباراة ميداناً لاظهار قدرات مدربي المنتخبين، التشيخي يورين، واليوغوسلافي ميلوتينوفيتش، وبدا الاول تقليدياً في التعامل مع الامور حتى الآن، والثاني قد يكون انجح المدربين في البطولة اذا ما اكمل على المنوال ذاته حتى نهايتها. وسيلعب يورين بأوراقه الهجومية كافة بحثاً عن الفوز وتصدر المجموعة، لأن مواجهة ثالث المجموعة الاولى على الارجح لبنان او تايلاند، او ثالث المجموعة الثالثة السعودية حاملة اللقب او قطر او اوزبكستان تنثل افضل الاختيارات. واذا كان مستوى "الازرق" سلك خطاً تصاعدياً من المباراة الاولى للثانية، فإن الصينيين اكدوا قدراتهم العالية منذ البداية، ما يعد بأن تكون المباراة قمة مثيرة لن تعرف نتيجتها الا مع الصافرة النهائية للحكم. وامتاز المنتخب الكويتي بأنه الوحيد الذي لم تهتز شباكه بعد، بثبات دفاعي على مدار الدقائق التسعين على رغم السيطرة الكورية ولعبت خبرة جمال مبارك واسامة حسين دورها في الحد من الخطورة الكورية، وسيكون عليهما عبء كبير امام الصين ايضاً. واعتبر يورين ان الازرق قادر على تصدر المجموعة بعد عودة الهويدي الى مستواه "الهويدي لاعب موهوب وأعاد الروح الى المنتخب بعودته الى مستواه السابق". وقال الهويدي: "انا سعيد جداً للمستوى الذي وصلت اليه بعد الاصابة التي ابعدتني لأشهر طويلة، وكانت مباراتي مع اندونيسيا محطتي الرسمية الاولى". واضاف: "اشعر بالثقة بعد الهدف الذي سجلته، واعتقد انه يمكنني تكرار ذلك". وينتظر ان يقوم بشار عبدالله الموهوب والسريع بردة فعل لانه فشل في تسجيل الاهداف في المباريات الخمس الاخيرة التي خاضها، منها ثلاث مباريات مع المنتخب الاولمبي في سيدني، وقد يفجر كل ما لديه امام الصينيين. وتبقى مشكلة بشاردو كثرة الاحتفاظ بالكرة وتأخره في التمرير الى زملائه، والمراوغة الزائدة عن حدها احياناً خصوصاً عندما تكون ظروف المباراة تستدعي اقصى درجات التركيز. في المقابل، تملك الصين كل مقومات الفوز ومواصلة عروضها القوية، وقد تخسر جهود نجمها فان زهي يي المحترف في كريستال بالاس الانكليزي في حال قرر ميلوتينوفيتش اراحته حتى ربع النهائي لانه يحمل في جعبته بطاقة صفراء.