شهدت الأراضي الفلسطينية أمس حال غليان شعبي في "يوم الغضب" الذي دعت اليه لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية. وتجددت المواجهات العنيفة مع الجنود الاسرائيليين من نابلس ورام اللهوالقدس الى الخليل وقطاع غزة، واسفرت عن استشهاد3 فلسطينيين ووفاة رابع سريرياً واصابة180 شخصاً. كذلك انطلقت مسيرات غاضبة للتعبير عن الغضب على استمرار المجازر الاسرائيلية في حق المواطنين العزل، ولتوجيه رسالة الى القمة العربية. واستشهد الفتى عمر اسماعيل البحيصي 15 عاماً من مخيم دير البلح للاجئين بعد اصابته برصاصة في قلبه خلال المواجهات في محيط مستوطنة كفار داروم قرب المدينة. كما توفي سريرياً الطفل محمد النجار 12 عاماً من خانيونس اثر اصابته برصاصة في رأسه خلال مواجهات في محيط مستوطنة نفيه دكاليم غرب المخيم. وكان نحو 200 شاب وطالب فلسطيني على الأقل القوا حجارة وقنابل حارقة على مركز اسرائيلي يحرس تجمع مستوطنات غوش قطيف المجاورة لخانيونس. واشارت مصادر طبية الى دخول 30 جريحاً إلى المستشفى، اصابة اربعة منهم خطيرة. واوضحت ان الاصابات جميعاً بالرصاص الحي وليس المطاط، مما يؤكد النية المبيتة لدى جنود الاحتلال لقتل اكبر عدد ممكن من المتظاهرين. كذلك اصيب في المواجهات التي وقعت عند حاجز بيت حانون نحو 15 شاباً وطفلاً، كما اصيب في مخيم جباليا اربعة فلسطينيين واربعة آخرين في مخيم رفح على الحدود مع مصر. وبلغت حصيلة الجرحى في القطاع نحو 61 شخصاً. وجابت مسيرة حاشدة شوارع غزة وتوجهت الى باحة المجلس التشريعي حيث رفع المشاركون اعلاماً فلسطينية ورايات الفصائل والقوى، خصوصاً رايات "حزب الله"، ورددوا هتافات مناوئة للدولة العبرية ورئيس حكومتها ايهود باراك، والرئيس بيل كلينتون بسبب الانحياز الاميركي الى اسرائيل. واطلق مسلحون ملثمون من حركة "فتح" النار في الهواء. وكانت لجنة المتابعة دعت الى اعتبار يومي السبت والأحد يوما تصعيد شامل ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين، وذلك في رسالة موجهة الى القمة العربية. وأعرب الكثير من المواطنين عن القناعة بان القادة والزعماء العرب لن يتخذوا قرارات ترقى الى مستوى الوضع الخطير المتفجر في الاراضي الفلسطينية، خصوصاً في ضوء مشروع البيان الختامي الذي كشفه العقيد معمر القذافي في مقابلة مع تلفزيون "الجزيرة". وفي رام الله توفي ماجد حوامدة 15 عاماً برصاص الاسرائيليين. وفي الخليل، أ ف ب، رويترز، في الضفة الغربية، نظم طلاب جامعيون تظاهرة والقوا حجارة وقنابل حارقة على جنود اسرائيليين ردوا باطلاق أعيرة مطاط وغازات مسيلة للدموع. واشعل بعض الطلاب النيران في صور زعماء عرب يحضرون القمة للاعراب عن غضبهم من عدم اتخاذهم أي اجراء ضد اسرائيل. واسفرت المواجهات عن مقتل سائق سيارة اجرة فلسطيني في المدينة برصاصة طائشة، على ما يبدو، بينما كان ينظف سيارته في شارع متاخم للمنطقة التي تبادل فيها جنود اسرائيليون ومسلحون فلسطينيون اطلاق النار. وعند أطراف القدس، اطلقت دبابة اسرائيلية قذيفة على بلدة بيت جالا مساء اول من امس بعد ان اطلق الفلسطينيون النيران على مستوطنة غيلو للمرة الثالثة خلال اسبوع. وقال الجيش ان قذيفة الدبابة وهي الاولى منذ بدء الاشتباكات اطلقت في حقل خال لتكون طلقة تحذير. واطلقت الدبابات نيران المدافع الرشاشة باتجاه البلدة العربية القريبة من بيت لحم بعد ان امرت اسرائيل الاهالي بمغادرة منازلهم.