دعا "تيار الوسط الديموقراطي" العراقي الى "تشكيل لجنة تحضيرية تمهّد لاجتماع موسّع للمعارضة العراقية" بهدف "انشاء جبهة ائتلافية تنضوي في اطارها كل اطراف المعارضة بغية توحيد جهودها لاسقاط النظام في بغداد". وأطلق هذه الدعوة الامين العام ل"تيار الوسط" عدنان الباجه جي خلال المؤتمر الثاني ل"الوسط" الذي عقد في لندن امس وانتخبت خلاله لجنة تنفيذية جديدة. كما نوقشت تقارير سياسية ومالية وادارية. وقدّم عدنان الباجه جي امس استقالته من منصبه "لدواع صحية" لكن الاتجاه داخل المؤتمر كان لرفض الاستقالة وربما تعيينه رئيساً. وفيما تضمن التقرير الاداري اقتراحاً بتعديل النظام الداخلي، شدد "التيار" على اهمية التمويل الذاتي لنشاطات المعارضة. وتضمن التقرير السياسي تأكيداً على مواقف "الوسط" واهمها مسؤولية النظام العراقي عن "المآسي والكوارث" التي اصابت العراق وان "تغييره اصبح مشروعاً". ودعا الى نظام سياسي "يختاره الشعب بحرية مع الحفاظ على الوحدة الوطنية". وانتقد اسلوب الادارة الاميركية والكونغرس في التعامل مع قوى المعارضة لأنه "كرّس الانقسام في صفوفها بدلاً من المساعدة على وحدتها"، واعتبر ان "التعاون مع العاملين الاقليمي والدولي يجب ان يخضع لضوابط تحكمها المصالح المشتركة، وليس الاحتضان او الالحاق". ولاحظ ان "عدم جدية الولاياتالمتحدة في عملية التغيير في العراق واعتقاد عدد من الدول العربية بأن النظام العراقي لم يعد يهدد مصالحها، دفعا بعض هذه الدول، اضافة الى بعض المعارضين، الى مدّ الجسور مع الحكومة العراقية والتطبيع معها. واعتبر التقرير ان المهمة الاساسية هي تشكيل "جبهة تحالفية" بين اطراف المعارضة بهدف تنسيق العمل المشترك، واكد ان "وحدة قوى المعارضة في الخارج ضرورة لإسناد قوى التغيير في الداخل التي يقع عليها عبء التغيير اساساً". وشاركت في مؤتمر "الوسط" قوى وشخصيات سياسية ألقى بعضها كلمات، ولاحظ السيد محمد بحر العلوم ان "الولاياتالمتحدة قادرة لكنها غير جدية او راغبة في تغيير النظام العراقي". ورأى ان "ارتباطها وتحالفها الشديد مع اسرائيل والصهيونية يجعلانها حذرة من اي تغيير في العراق" لا ينسجم مع مصالحها. ودعا الى "عدم المساومة على الوطن والتوقف عن التسكع على ابواب واشنطن". وشدد عارف عبدالرزاق على عدم قبول اي تمويل اجنبي لنشاط المعارضة، فيما ابدى فؤاد معصوم، ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني، استغرابه "محاولات بعض الاطراف والقوى التطبيع مع النظام العراقي". وندد السيد حسين الصدر ب"بعض المعارضين الذين يركزون عملهم على تخريب الجهود المناهضة للنظام بدل العمل لتغييره". وناشد بعض اطراف المعارضة "الخروج من الشرنقة الاميركية" التي "تحدد لهم الاهداف وترسم الاستراتيجية والخطوات العملية". ودعا الى تشكيل "مظلة ينضوي تحتها كل اطراف المعارضة على اختلاف تياراتهم". واعتبر دلشاد ميران، ممثل الحزب الديموقراطي الكردستاني ان "الحل الدائم للوضع الكردي لا يتم الا عبر التفاعل مع الحكومة العراقية"، فيما ذكر حامد البياتي، ممثل "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" ان "النظام يمرّ بعزلة داخلية بسبب رفض الشعب والجيش له". ورأى ان "احتفاء النظام بالطائرات الآتية الى بغداد محاولة لتحويل الانظار عن هذه العزلة ولترحيل المشاكل الى الخارج". وقال صبحي الجميلي، ممثل الحزب الشيوعي العراقي ان "الخلاص من ديكتاتورية صدام حسين يبقى بعيداً من دون تفعيل العمل الوطني المعارض وتحقيق التنسيق والتعاون بين اطرافه".