باشرت واشنطن مسعى جديداً لتأمين عقد اجتماع للجمعية الوطنية ل"المؤتمر الوطني العراقي الموحد". وابلغت مصادر في المعارضة العراقية "الحياة" امس ان الادارة الاميركية "تتطلع الى الاجتماع المرتقب في السابع من الشهر المقبل للخروج بقيادة جديدة موسعة للمؤتمر، تباشر العمل لاسقاط نظام الرئيس صدام حسين". وفي اطار المسعى الجديد لواشنطن، التقى الديبلوماسي الاميركي فرانك ريتشياردوني المكلف التنسيق مع المعارضة، اعضاء القيادة الموقتة ل"المؤتمر"، وذلك في مطار هيثرو في لندن امس، حيث توقف لفترة في طريقه الى تركيا. في الوقت ذاته زادت حدة السجال بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الذي اتهم طالباني امس بالتنصل من اتفاق واشنطن ووقف التطبيع بين الحزبين في شمال العراق. وأوضحت مصادر المعارضة ان "لقاء هيثرو" الذي عقد بناء على طلب ريتشياردوني ركز على ابلاغ القيادة الموقتة ل"المؤتمر" سباعية يقاطعها المجلس الاعلى للثورة الاسلامية "تقويم الادارة الاميركية للقاءات وفد القيادة الى واشنطن اخيراً". وزادت ان "التقويم كان ايجابياً، اذ تعتبر الادارة ان المعارضة حققت صدقية واظهرت موقفاً موحداً من القضايا المتعلقة بالتغيير" في العراق. وذكرت المصادر ان الوفد الذي ضم ايضاً شخصيات مستقلة والتقى وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت وشخصيات في الكونغرس ومساعد الوزيرة مارتن انديك، "اجتمع مع ضباط رفيعي المستوى في البنتاغون بينهم جنرالات، مما ارسى علاقة للمرة الاولى بين المعارضة والبنتاغون". وزادت ان ريتشياردوني نقل امس الى القيادة الموقتة انطباعاً فحواه ان "المؤتمر الوطني نجح في توحيد جهود المعارضة، وتتطلع الادارة الأميركية الى اجتماع الجمعية الوطنية للخروج بقيادة موسعة للمؤتمر تباشر العمل الجدي لاسقاط صدام". ولم يحدد بعد مكان عقد "الجمعية الوطنية"، علماً ان لندنوواشنطن وهولندا مرشحة لاستضافته. وعن طلب الوفد "الحماية الكاملة" الاميركية لمواجهة اي تحرك محتمل للجيش العراقي قالت المصادر ان "انديك عارض الحماية الكاملة وتعهد استخدام القوة اذا حرك صدام قوات في الجنوب". واشارت الى ان الاميركيين "لم يربطوا استخدام القوة بمنع صدام من دخول كردستان". في غضون ذلك شدد السيد عدنان الباجه جي تيار الوسط على اهمية ايجاد "قيادة موحدة وموسعة للمعارضة كلها". وقال ل"الحياة": "نحن لا نسعى الى ايجاد كيان مواز للمؤتمر، بل يهمنا توحيد المعارضة بما فيها المؤتمر". وتحدث عن "اتصالات للتنسيق مع اطراف عديدة لعقد اجتماع موسع يشارك فيه اكبر عدد ممكن من الاتجاهات السياسية العراقية". وعلى صعيد السجال الكردي - الكردي اتهم السيد دلشاد ميران الناطق باسم حزب بارزاني في لندن، السيد طالباني بوقف عملية التطبيع في شمال العراق من خلال "رفض معاودة اجتماعات لجنة التنسيق العليا" التي شكلت بموجب اتفاق للمصالحة بين الحزبين الكرديين رعته الادارة الاميركية. وصرح ميران الى "الحياة" بأن "الاتحاد الوطني الكردستاني ما زال يرفض تبادل فتح مكتبين، للاتحاد في اربيل وللديموقراطي الكردستاني في السليمانية". وزاد ان طالباني "بدأ الحملة الاعلامية" على حزب بارزاني "بعد زيارته لايران". وتحدث ايضاً عن "خرق عشرات المسلحين من حزب العمال الكردستاني مناطق الحزب الديموقراطي متسللين من مناطق الاتحاد الشهر الماضي".