واصل الجيش اللبناني تسيير دورياته في منطقة جرود الضنية في أعقاب الاحداث التي جرت قبل اسبوع بحثاً عن مطلوبين من المجموعات العسكرية الأصولية المتطرفة، فرّوا في الجبال ويقدّر عددهم بحوالي 12 مطلوباً. ووصفت مصادر عسكرية ل"الحياة" الاجراءات الأمنية بأنها انتشار عادي. وأفرج الجيش عن عدد من الموقوفين الذين اعتقلهم أثناء المداهمات التي نفّذها خلال الاحداث الأمنية، هم من غير المسلحين الذين يتمّ تجميعهم تمهيداً لارسالهم الى النيابة العامة العسكرية من أجل استجوابهم. وقدّرت هذه المصادر عدد الموقوفين بنحو 60 موقوفاً. وقالت ان عدد القتلى من المسلحين بلغ 22 قتيلاً تمّ تسليم جثث بعضهم الى ذويهم وبقيت جثث آخرين في براد المستشفى الاسلامي في طرابلس. وكانت "عصبة الانصار" في مخيم عين الحلوة شيّعت اول من امس جثمان أحمد ابو خروب الذي اعتدى على السفارة الروسية في بيروت وقتل اثناء مداهمة المبنى الذي كان يحتمي به ويحتجز فيه رهائن. وتولّى الصليب الاحمر اللبناني نقل جثمان ابو خروب الملقب ب"أبو عبيدة" الى مستشفى الهمشري التابع للهلال الاحمر الفلسطيني مساء الخميس الماضي، وتولت ثلاثة مساجد الاعلان عن موعد تشييعه. وعمدت "عصبة الانصار" التي يتزعمها "ابو محجن" على منع عدسات المصورين الصحافيين من الاقتراب من جموع المشيعين الذين تقدمهم المسؤول العسكري للعصبة "ابو عبيدة" وشقيقا زعيم العصبة "ابو طارق" و"أبو يحيى". وحمل جثمان ابو خروب على الاكف من دون نعش وكشف الكفن عن وجهه وأطلقت هتافات من بينها "القاتل عدو الله". وأقيمت الصلاة عن روحه في مسجد النور حيث ألقى الشيخ حبال خطاب كلمة قال فيها "ان المسلمين اليوم يواجهون قوة كبيرة لا يمكن لاحد بمفرده ان يواجهها، وعلى الامة ان تعد الاعداد الصحيح لمواجهة هذه القوة وعلينا ان نحرص على الا نقوم بأي عمل منفرد في محاولة لابعاد الشبهة عن عصبة الانصار لما فعله ابو خروب داعياً المسلمين الى "أخذ العبرة من الحادث الاعتداء على السفارة الروسية الذي ينبع من احساس فردي لما يتعرّض له اخوتنا في الشيشان". وفي المواقف من احداث الشمال، اعتبر النائب السابق للجماعة الاسلامية زهير العبيدي "ان الجماعة الاسلامية متضررة سياسياً مما حصل في الضنية وكذلك مشروعها". ورأى "ان وجود الاصولية طبيعي لمحاربة الدكتاتوريات"، رافضاً "تحميل اسامة بن لادن كل شيء في التمويل". ورأى المفكر السياسي سمير حميد فرنجية ان "مصدر العنف الرئيسي هو الانظمة". وأكد ان "حركة التكفير والهجرة" "هي احدى المجموعات من بين خليط آخر افتعلت احداث الضنية". وسأل "لماذا لم يتم معالجة وضع هذه المجموعات منذ مدة طويلة. واعلام الرأي العام بما يحصل قبلاً؟". ورأى "ان ثمة سوء تدبير في التعاطي مع هذه المشكلة"، مشيراً الى "غياب المعالجة السياسية". وغابت الاحتفالات عن منطقة الضنية بمناسبة عيد الفطر السعيد بسبب الاحداث الامنية، واقتصرت على اقامة صلاة العيد في مسجد حلبا الكبير حيث أمّ المصلين رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار السابق الشيخ عبدالقادر الزعبي في حضور عدد من النواب. وندّد الزعبي في خطبة العيد "بالاعتداء الآثم على الجيش اللبناني والابرياء". وقال "ان الارهابيين نغصوا بهجة العيد وقتلوا ابناءنا في الجيش والابرياء". وقال "ان الاعتداء على الجيش هو اعتداء على الوطن كله"، مؤكداً ان الاسلام براء منهم ومن مخططاتهم "التي وراءها الصهيونية التي هي متضايقة من الالتفاف الجماهيري حول العهد". واضاف "ان مخططاتهم تواجه باللحمة والتعاضد". واقتصرت المعايدات في المساجد وسط استنكار شعبي للتعرّض للجيش. إشاعات وادّّعى النائب احمد فتفت على مجهول بعدما اتصل شخص مجهول الهوية هاتفياً ببرنامج تلفزيوني وانتحل اسم ناجي رعد من كفرحبو ووجّه الى فتفت اتهامات بأنه يتعاون مع المسلحين الخارجين على القانون في جرود الضنية منذ أربعة أشهر واتهم مسؤولين سياسيين آخرين بمثل هذا التعاون. وعقد فتفت مؤتمراً صحافياً والى جانبه ناجي رعد الذي كان نائماً عند بثّ البرنامج مباشرة على الهواء والذي أوضح انه سمع بالكلام الذي جاء على لسان منتحل اسمه من الأقارب. وطالب فتفت السلطات الامنية والقضائية بالاسراع في كشف هوية الفاعل "الذي سعى عبر استعمال اسم أحد أقارب الضحايا الذين سقطوا في كفرحبو الى تأجيج الفتنة لضرب الأمن الوطني". وقال فتفت "ان المؤامرة على ما يبدو مستمرّة ضد الشعب اللبناني بكامله، ضد وحدته الوطنية ومؤسساته بهدف واضح هو زعزعة الأسس السياسية والأمنية للبنان وتهييج المواطن والغرائز الطائفية خدمة للاعداء". وأعلن انه كلّف نقيب المحامين في الشمال رشيد درباس تقديم ادعاء شخصي ضد مجهول بهذا الخصوص.