فتحت طهران باب "التفاوض بشروط" مع واشنطن مستقبلاً، لكنها تركته مقفلاً في الوقت الراهن "لعدم توفر شروط المساواة بين الطرفين" كما قال وزير الخارجية الايراني كمال خرازي، الذي نفى أيضاً امكان فتح قنصلية أميركية في جزيرة كيش. ولخص خرازي شروط طهران ب"الاحترام المتبادل والمساواة والمصالح المشتركة". وقال ان ايران تدعو الى "الحوار والتفاوض مع الدول كافة على أساس المساواة والاحترام المتبادل، ولكن بالنظر الى ان الظروف غير متساوية بين طهرانوواشنطن حالياً فإن التفاوض بالتالي غير مطروح". وتحدث خرازي عن "تطورات ايجابية" في العلاقة مع دولة الامارات العربية المتحدة، ووصف قرار أبوظبي ارسال سفير لها الى ايران بأنه "خطوة منطقية". وقال ان "لايران أفضل علاقات تجارية واقتصادية مع دولة الامارات، اضافة الى العلاقات الدائمة والمتواصلة على الصعيد الشعبي بين البلدين". وأشار خرازي الى اتصال هاتفي جرى أخيراً بين الرئيس محمد خاتمي ورئيس الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورأى فيه "دليلاً على كون العلاقات طبيعية بين طهرانوأبوظبي". ويقول المسؤولون الايرانيون انهم في انتظار زيارة وفد اماراتي الى طهران رداً على زيارتين قام بهما وزير الخارجية الحالي خرازي، والسابق علي أكبر ولايتي، للبحث في الخلاف على السيادة على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. وبالنسبة الى الولاياتالمتحدة ميّز خرازي بين السياسة والرياضة والشروط المحيطة بهما ايرانياً وأميركياً قائلاً ان الطرفين "متساويان في مجال كرة القدم لكنهما ليسا كذلك في السياسة". وكان الفريق الايراني خاض مع نظيره الأميركي مباراة في الولاياتالمتحدة انتهت بالتعادل، وكانت المرة الأولى التي يخوض فيها المنتخب الايراني مباراة على الأرض الأميركية وان كانت المباراة الثانية ضد المنتخب الأميركي بعد تصفيات العالم في فرنسا عام 98. وتحدث خرازي أمام مؤتمر في طهران حمل عنوان "الخليج الفارسي في القرن ال21"، فأشار الى أن نظرة طهران الى واشنطن تتمحور حول خطين اقتصادي وأمني. وإذ رحب بحضور الشركات الأميركية في المشاركة بتنمية المنطقة "على أساس عدم التدخل في شؤون دولها". اما على الصعيد العسكري فقال ان بلاده تعارض الحضور العسكري الأميركي لأنه "يهدف الى تبرير سباق التسلح وزيادة بيع الأسلحة ويزيد من تفاقم المشاكل الناتجة عن حربين شهدتهما المنطقة". ورأى انه "اذا تركت الولاياتالمتحدة لدول المنطقة تعميق الصداقة والتعاون في ما بينها فإن المنطقة ستشهد المزيد من التفاهم، ومن الطبيعي انه لا أمن مستقراً اذا لم تتولاه دول المنطقة بنفسها". ونفى امكان فتح قنصلية أميركية في جزيرة كيش حيث توجد منطقة ايرانية حرة في الخليج، قائلاً ان "في امكان كل الدول التي تقيم علاقات مع ايران فتح قنصليات، وليست لايران علاقات مع واشنطن حتى تبحث معها في فتح قنصلية اميركية في أي مكان في ايران".